حذّر محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، من وجود إرادة حقيقية من الخارج لتقسيم الجزائر وضربها في تديّنها من خلال التيارات الطائفية بعدما دقّ ناقوس الخطر بشأن انتشار طوائف دينية في احدى الولايات الشرقية على غرار الأحمدية، الشيعة، السلفية الجهادية والتكفيرية فضلا على التبشير الإنجيلي. ورفض الوزير الكشف عن الولاية المعنية غير أنه لمّح أنها مجاورة لولاية قالمة، وهو ما استدعى -حسبه- تنظيم الملتقى الوطني للإعلام الديني بولاية قالمة لمحاربة الطائفية التي بدأت تتهيكل بالجزائر في سنة 2011 وأصبحت تدافع عن بعضها البعض، يقول ذات المتحدث. كما أوضح وزير الشؤون الدينية على أمواج الإذاعة الوطنية أن الطوائف الدينية المذكورة تنشط على مستوى الثانويات والأحياء الجامعية لتسويق أفكارها. وخلال إشرافه على اختتام الملتقى الوطني للإعلام الديني الذي احتضنته دار الثقافة عبد المجيد الشافعي بقالمة، شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة التعجيل بوضع ميثاق شرف للنشاط الديني عبر وسائل الإعلام مع الشروع في تطبيقه في القريب العاجل بالتنسيق مع القنوات التلفزيونية العمومية والخاصة النشطة في الحقل السمعي بصري. في السياق ذاته أوضح محمد عيسى، بأن التعجيل بإعداد الميثاق من شأنه تسهيل تطبيق الإجراءات التي سيتم تحديدها لنوعية الخطاب الديني المتداول في وسائل الإعلام، وذلك بالتنسيق مع سلطة ضبط السمعي البصري، داعيا القائمين على القنوات التلفزيونية إلى مباشرة التفكير في كيفية وضع البرامج الدينية الخاصة بشهر رمضان المقبل من خلال اختيار الأئمة والشخصيات التي ستقدم هذه الحصص والأحاديث الدينية، لافتا إلى ضرورة الابتعاد عن صنع ما أسماهم "نجوما في القنوات تطالب برواتب عالية وتفرض نفسها وصية على تدين الجزائريين". هذا وكشف الوزير أن قطاعه يعرف جملة من المشاريع المستقبلية، منها مشروع إنشاء مركز الجزائر للدراسات والأبحاث الإسلامية والذي سيتضمن عدة مخابر من بينها مخبر خاص بالخطاب الديني في الإعلام وآخر لإنشاء مجموعة تفكير في مجال الشأن الديني في الجزائر، بعدما ألح على أن مجهودات التنسيق بين الإعلام والمساجد لابد أن تتواصل من أجل "وقاية وحماية الجزائر من الآفات الحديثة المتنوعة التي تتغلغل في الشباب عبر بوابة مواقع التواصل الاجتماعي وامتدت حتى وسائل الإعلام، من بينها آفة الإلحاد والإباحية وعبدة الشيطان".