دعا عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعة والمناجم، المؤسسات السويسرية إلى المشاركة أكثر في الاستراتيجية الوطنية للإنعاش الصناعي، وذلك من خلال تعزيز استثماراتها في الجزائر. قال الوزير خلال لقاء اقتصادي جزائري-سويسري عقد مساء أول أمس ببرن في سويسرا، "التحدي الذي ينبغي علينا رفعه من الآن ودون تردد يكمن في تحويل الحضور الاقتصادي لسويسرا في الجزائر عن طريق استثمارات مباشرة"، مشيرا إلى أن إطار التعاون قائم بشكل عام، هذا بعدما تطرق إلى الاتفاق الثنائي حول حماية الاستثمارات وعدم الازدواج الضريبي، وأكد أن الأمر يتعلق باتفاقين يساهمان في ضمان الأمن القانوني في إطار العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مركزا في هذا الصدد على ضرورة بناء شراكات متينة لإعطاء معنى للتعاون بين البلدين، وأردف قائلا "قوة الشراكات الجزائرية-السويسرية يجب أن تقوم على مؤسسات ناجعة وتنافسية ونظام منتج عصري ومذر للقيمة المضافة ويقوم على الابتكار، فضلا عن تماشيه مع الصناعة العالمية وتوجيهه نحو المستقبل"، وأضاف بوشوارب "كلنا ارادة وقناعة في أن تندرج الشراكة التي تصبو إليها مؤسساتنا في إطار نمو مشترك"، مبرزا أن الجزائر تمثل بديلا حقيقيا للنمو بالنسبة للمؤسسات السويسرية خارج أوروبا، داعيا المستثمرين الأجانب عامة والسويسريين على وجه الخصصوص إلى تجاوز بناء جسور ممتازة نحو أسواق افريقيا والمنطقة ككل بدل التركيز فقط على الأسواق المحلية. كما أكد بوشوارب بالمناسبة أن أهمية الطلب الداخلي التي يدعمها الخيار الاستراتيجي في إعطاء الأولوية لمسعى بديل للاستيراد وتنويع الاقتصاد والتصدير تمثل ضمانات قوية بالنسبة للمؤسسات التي تختار الانتاج المشترك مع الشركاء الجزائريين، مذكرا بالجهود التي بذلتها السلطات الجزائرية لتحسين ظروف ممارسة الأعمال، وعرض في هذا الصدد العناصر المهيكلة للنمط الإقتصادي الجديد مع التركيز على الجانب المتعلق بتنويع الإقتصاد الوطني منها الإستراتيجية الصناعية والمنجمية. بوشراب يبحث مع رئيس الكونفدرالية السويسرية سبل تطوير الشراكة بين البلدين استقبل بوشوارب خلال إقامته في العاصمة السويسرية من طرف رئيس الكونفدرالية السويسرية جوان شنيدر امان، وأوضح بيان لوزارة الصناعة إطلعت عليه "السلام" أن المحادثات بين الرجلين تناولت العلاقات الإقتصادية الثنائية والمتعددة الأطراف، وسبل تطوير الشراكة بين البلدين. كما التقى الوزير بكاتبة الدولة السويسرية للإقتصاد ماري غابريال انشن فليش، التي تحدث معها حول الفرص المتاحة في المجالات التجارية والصناعية والإستثمارية بين سويسراوالجزائر. هذا وأجرى بوشوارب محادثات مع كاتب الدولة السويسري للتكوين والبحث والإبتكار مورو دل أمبروجيو، حول التكوين المهني في خدمة المؤسسة وسبل تطوير العلاقة بين التكوين والمؤسسة، وألح على رغبة الجزائر في الإستفادة من الخبرة السويسرية في هذا المجال لاسيما تحسين قابلية تشغيل حاملي شهادات التكوين الجزائريين". للإشارة زار بوشوارب مصنع صناعة عربات القطارات "ستادلير" بمدينة باسننغ. للعلم تجاوز حجم التبادلات الإقتصادية بين الجزائروسويسرا سنة 2015 ال 360 مليون أورو، وتتمثل الصادرات السويسرية نحو الجزائر في المواد الصيدلانية والآلات، والمنتوجات الفلاحية، في حين تصدر الجزائر نحو سويسرا المنتوجات الطاقوية.