إذا كان الدور الذي تلعبه قطر في ليبيا معروف لدى الخاص و العام بمساندتهم للجماعات الإسلامية المسلحة و عبد الحكيم بلحاج و اللعب الأمريكي و الفرنسي ظاهر لا يخفى، فإن الروس دخلوا حديثا إلى حلبة الصراع ، و هذا الخليط من تصارع القوى الكبرى بالمنطقة قد تدفع ثمنه دول الجوار بما فيها الجزائر. تمكن تشكيل البنيان المرصوص الليبي من دحر داعش في سرت وهو الآخر تيار إخواني له ارتباطاته الخارجية. وخلال شهر نوفمبر الماضي، تسرّبت أنباء عن وجود أعداد كبيرة من الفنيين العسكريين الروس على الأرض في برقة، بهدف إعادة تأهيل قوات اللواء المشير خليفة حفتر، وتجديد منظومات السلاح، وتحسين الدفاعات البحرية والجوية. وشمل الدعم العسكري الروسي لقوات حفتر إمدادت مالية ولوجيستية، تمهيدا لإعادة سيادته على البلاد، كي يكون ورقة رابحة لتحقيق مكاسب روسيا الاقتصادية والمالية في ليبيا، والتي كانت قد خسرتها مع سقوط القذافي، الصديق القديم لرئيس الوزراء الروسي بوتين. وتمثَّل الدعم العسكري الروسي لقوَّات اللواء المشير خليفة حفتر في إرسال عدد قليل من الفنيين العسكريين الروس على الأرض الليبية في برقة، بهدف إعادة تأهيل قوات اللواء المشير خليفة حفتر وتجديد منظومات السلاح وتحسين الدفاعات البحرية والجوية، فضلًا عن تمركز مستشارين عسكريين روس يقدمون المساعدة إلى حفتر انطلاقًا من برقة أو القاهرة. وأوضح أحمد المسماري المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة الليبية بالتأكيد على "أنّ هناك وعودا ليعود الدب الروسي لليبيا ولا سيما من خلال تفعيل عقود التسليح السابقة ومنها الاتفاق الموقَّع قبل عام 2011 وهو يقدر بأربعة مليارات و400 مليون دينار ليبي لتوريد أسلحة للجيش الليبي مرجِّحًا أن تورد موسكو الأسلحة لكن بشروط محددة، مؤكدًا أن موسكو تتمهل في عملية إمداد القوات المسلحة الليبية بالسلاح".