سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"مكانة الجزائر القانونية تطورت في القرن ال 17 بفضل تحكمها في استقلاليتها الدبلوماسية والترابية" البروفيسور التركي إيلبر أورتيلي، المختص في التاريخ العثماني:
"من يقول أن الجزائر كانت مستعمرة عثمانية فهو غير عادل" أكد البروفيسور التركي إيلبر أورتيلي، المختص في التاريخ العثماني، مساء أول أمس بالعاصمة، أن الجزائر التي كانت تعرف عند الدولة العثمانية ب "إيالة الجهاد"، تطورت مكانتها القانونية ابتداء من القرن ال 17 حين ظفرت بإستقلاليتها الترابية .. الدبلوماسية والإقتصادية. وقال الباحث التركي خلال محاضرة ألقاها بمقر الأرشيف الوطني الجزائري، بعنوان "الجزائر في الفترة العثمانية.. العثمانيون والجزائريون"، إن الجزائر في القرن 17 تحكمت في ثلاثة عوامل أساسية هي استقلاليتها الترابية، والعملة وكذا علاقاتها الدبلوماسية ما جعلها تتعامل بالمثل مع الخليفة العثماني. كما إستعرض إيلبر أورتيلي، في محاضرته موضوع البحث الذي يعمل عليه منذ سنوات والذي يخص الصياغة القانونية ل "إيالة الجزائر" داخل المنظمة العثمانية من القرن 16 إلى 1830، وقارنها بالإيالات العثمانية الأخرى التي كانت تحمل صفات مثل "الإيالة الممتازة"، أو "الإيالة الخاصة"، وقال في هذا الصدد "موقع الجزائر في أقصى الحدود الغربية للدولة العثمانية جعلها تختص بموضع قانوني خاص ولهذا حملت تسمية (إيالة الجهاد)"، وأشار إلى ضرورة التركيز في هذا الموضوع تجنبا "لسوء التأويل" الذي سقط فيه الكثير من الباحثين في التاريخ المعاصر للدول، وهو ما دفعه للبحث في الصياغة القانونية من خلال الأرشيف الموجود على مستوى بلده تركيا، مضيفا أن من يقول أن الجزائر وتونس كانت "مستعمرة عثمانية" فهو "غير عادل". في السياق ذاته لفت الباحث النظر إلى أن مرحلة فترة ما بعد 1830 وما حدث من انتفاضات رافضة للاستعمار الفرنسي، وقال أن هناك أرشيف جد هام حول هذه الانتفاضات على مستوى تركيا، بعدما تطرق إلى قوة النسيج الدبلوماسي في الجزائر وتونس أيضا، وكيف كانت الترسانة البحرية متطورة وصلبة تضاهي القوى الدولية، وذلك إلى غاية القرن ال 18 حيث شهدت انتكاسة كغيرها من دول البحر المتوسط. من جهته كشف عبد المجيد شيخي، المدير العام للأرشيف الوطني الجزائري، أنه تم تشكيل مجموعة عمل كبيرة تتكون من أساتذة جزائريين وأتراك "لسد الثغرة" الموجودة في مجال استغلال الأرشيف العثماني وإيصال المادة للباحثين المهتمين بهذه الحقبة، بعدما إعترف أن أكبر عائق يعترض عمل المؤرخين والباحثين هي اللغة العثمانية القديمة واللاتينية والإغريقية والآرمية وغيرها التي كتبت بها جل المدونات، مشيرا إلى أن الهدف من مجموعة البحث هي "السعي لإدخال هذه الوثائق في السياق التاريخي السليم".