تعد منطقة زلفانة بغرداية التي تشتهر بحماماتها المعدنية نافذة جذب "حقيقية" للسياحة الحموية بجنوب الوطن، حيث أصبحت ذات شهرة جهوية ووطنية كبيرة لما توفره هذه الهياكل الحموية من فوائد علاجية تقليدية وهذا على الرغم من النقص "الحاد" في المرافق الحديثة الخاصة بالعلاج والإيواء. وأضحت هذه المنطقة المعدنية على بعد 65 كلم من غرداية والواقعة بمنعطفات الحمادة والكثبان الرملية في مفترق الطرقات المؤدية إلى ولاية ورقلة وأقصى جنوب الوطن وعلى ارتفاع 400 متر- اليوم وجهة مفضلة للراحة والاستجمام بالنسبة لسكان ولاية غرداية والمناطق المجاورة لها. ففي كل نهاية أسبوع وخلال أيام العطل الرسمية والمدرسية يقصد آلاف الأشخاص معظمهم من كبار السن الأحواض المعدنية الموزعة بمنطقة زلفانة من أجل الإسترخاء والاستفادة بمياهها المعدنية ذات الخصائص العلاجية المتعددة. وقد أصبح العلاج الحموي في الجزائر "عادة اجتماعية" و"ظاهرة" باتت تستقطب عددا كبيرا من السكان الباحثين عن العلاج الطبي والاستراحة البدنية. وتستقطب الفوائد العلاجية لهذه المياه المعدنية المعترف بها آلاف المواضبين عليها سواء من أجل استعادة الراحة البدنية أو من أجل علاج بعض الأمراض على غرار التهاب المفاصل والأمراض الجلدية. وبحسب الفاعلين المحليين فإن الوضعية الحالية للمحطة المعدنية بزلفانة "لا تعكس لا الثراء ولا تنوع مقوماتها وخصائصها" بسبب نقص الهياكل والتجهيزات الخاصة بالعلاج الحموي الحديث. وتتوفر هذه المنطقة الحموية على طاقة استيعاب للإيواء تقدر ب 720 سريرا -كما أوضح مسؤولو دائرة زلفانة- والتي لا تلبي احتياجات زائريها على الرغم من أن عديد السكان يلجأون للاستفادة من تدفق موجات من هؤلاء الزوار الوافدين إلى المنطقة بحثا عن العلاج لاستئجار مساكنهم ومرائبهم. وكان لمياه زلفانة الحموية التي تتميز بدرجة حرارة تصل إلى 41.5 درجة مئوية وذات الفوائد التي أثبتت جدواها العلاجية الفضل في إنشاء وازدهار هذه المنطقة منذ اكتشاف أول بئر بها في 947. وتشهد هذه المحطة الحموية الصغيرة سنويا تدفقا كبيرا للزوار يصل عددهم إلى أزيد من 300 ألف شخص من الباحثين عن العلاج في الوقت الذي لا تتوفر فيه هذه المحطة إلا على تسعة فنادق صغيرة وبنغالو وستة مسابح. وبالنسبة للعديد من الأطباء فإن العلاج الحموي يعد استجابة للتحديات الجديدة للصحة العامة بحيث يعتبر مثل التداوي بالأعشاب الطبية والوخز بالإبر علاجا طبيا للعديد من الأمراض. ولاحظ هؤلاء الأطباء بأن العلاج الحموي عرف نموا نسبيا أثناء العشر سنوات الأخيرة من خلال اعتماد العلاج الحموي علاجا طبيا غير أن غياب أطباء أخصائيين في المجال عطل تطوره. إدماج السياحة الحموية ضمن حركية التنمية المستدامة للمنطقة... ويرى من جهته رئيس الدائرة عابد خرجوج الذي يؤكد على دور السياحة الوطنية في التنمية المستدامة لمنطقة زلفانة بأن العلاج الحموي يعد "مخففا ودعما لتماسك الصناعة السياحية خلال مرحلة الأزمة". وترتكز الإستراتيجية التي أعدتها السلطات العمومية المدرجة ضمن برنامج التنمية على المدى القصير على توسع مناطق الراحة بزلفانة وتقديم تسهيلات للمستثمرين من أجل إنجاز هياكل حموية جديدة ومؤسسات فندقية حديثة بالإضافة إلى تأهيل وتجديد الهياكل الحموية المتوفرة قصد توفير جميع الظروف المناسبة لاستقبال الزوار وجعل من هذه الوجهة السياحية التي تتوفر على مؤهلات طبيعية متنوعة واحدة من أهم المناطق الحموية بالجنوبالجزائري حسبما أوضحت مصالح الولاية. ويعلق عديد الفاعلين المحليين والمختصين آمالا "عريضة" لإنجاز مشاريع حديثة وذات معايير دولية التي يكون لها تأثير إيجابي على القطاع وعلى النشاطات ذات الصلة مما يساهم في تطوير المنتج السياحي الخاص بالمنطقة مثلما أشير إليه. وتنفتح اليوم آفاق "جديدة" و"واعدة" للمنطقة الحموية زلفانة من خلال استحداث مراكز عديدة للراحة والاستجمام لفائدة عمال عديد المؤسسات والشركات العمومية (سونطراك وسونلغاز والمجاهدين واتصالات الجزائر وغيرها). كما سيساهم تجسيد المشاريع المرتقبة في إطار مخططات مناطق التوسع السياحي في تحويل منطقة زلفانة إلى "قطب صحي وجمالي وللياقة البدنية والوجهة الأولى للصحة والسياحة البيئية بالجنوبالجزائري" مثلما ذكرت مصالح الولاية.