دعا بوعبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أمس إلى ضرورة التنسيق والتواصل بين جامع الأزهر الشريف وبين رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، التي تعد الجزائر عضوا فيها، وذلك من أجل الاستفادة من نهج الأزهر القائم على الوسطية والاعتدال، مشدّدا على ثقة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في الأزهر الشريف ما جعله يطلب تكوين الأئمة الجزائريين به. صرح غلام الله في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أمس أن "الرئيس بوتفليقة يثق ثقة كبيرة فى الأزهر، وكان دائما يقول لي أنه لابد أن يحصل الأئمة الجزائريون والدعاة على تدريبهم من الأزهر منبر الوسطية والاعتدال"، لافتا أن رئيس الجمهورية طلب منه إرسال الأئمة والطلبة للتكوين في الأزهر، حيث تم تقديم طلب لشيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي، والذي وافق على انتساب الطلبة الجزائريين بدون أي عوائق إدارية أو بيروقراطية. كما ردّ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، على إتهام البعض للدين الإسلامي بصناعة الإرهاب والتطرّف قائلا "هناك أطراف أرادت تشويه الإسلام وشجعت على الإرهاب واستخدمت الإرهابيين كأدوات ومخالب لانجاز فكرة أكبر منهم ولتهديم أمتهم فخربوا بيوتهم بأيدهم". هذا وإعتبر ذات المتحدث نشر تعاليم الإسلام الصحيحة في كل مكان وعدم ترك المجال لنمو ظواهر التطرف والتكفير، أفضل حل لمكافحة الإرهاب، مشدّدا على علماء الإسلام تكثيف جهودهم لإظهار المنهج الوسطي. في السياق ذاته ذكّر غلام الله، بتجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب، قائلا "الجزائر قاومت الإرهاب عن طريق فهم النفسية والدوافع التى دفعت هؤلاء الارهابيين إلى أن يبثوا الرعب فى وطنهم وبين أهليهم". وحول كيفية تحصين المسلمين لاسيما الشباب من الأفكار الهدامة، قال رئيس المجلس الإسلامى الأعلى "العالم الحقيقي والرباني يدعو إلى ما دعا اليه رب العالمين، واذا استطاع العلماء أن يكونوا ربانيين هؤلاء هم القادرون على جمع شمل الأمة وتحصين أفرادها من مختلف الأفكار الهدامة".