أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعبد الله غلام الله، ضرورة مد جسور التواصل بين الأزهر الشريف وبين رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، من أجل الاستفادة من نهج الأزهر القائم على الوسطية والاعتدال، مؤكدا أن الرئيس بوتفليقة يثق في الأزهر الشريف ثقة كبيرة كما دعا إلى ضرورة نشر تعاليم الإسلام الصحيحة لمكافحة الإرهاب والتطرف. ودعا غلام الله إلى ضرورة تزود الأئمة الجزائريين والدعاة بالتكوين من الأزهر لأنه منبر الوسطية والاعتدال، مشيرا إلى أن الأزهر يتميز بروح الانفتاح التي نحن في أمس الحاجة إليها، كما دعا إلى نسج علاقة بين الأزهر ورابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل لأن الرابطة تحتاج إلى العلم من منابعه الأصيلة في الأزهر الشريف وتحتاج إلى ثقل هذا الكيان العملاق المعروف بتجرده في الدعوة. وحول اتهام البعض للدين الإسلامي بصناعة الإرهاب والتطرف ومجافاة ذلك للحقيقة، قال غلام الله إن أعداء الإسلام خططوا ودبروا وأرادوا تفجير الإسلام من داخله عن طريق تكوين عناصر داخلية هي التي تفجر الإسلام. وأضاف أن هناك أطرافا أرادت تشويه الإسلام وشجعت على الإرهاب واستخدمت الإرهابيين كأدوات ومخالب لإنجاز فكرة أكبر منهم ولتهديم أمتهم، فخربوا بيوتهم بأيديهم. وحول كيفية مكافحة تلك الآفة الخطيرة، قال إننا نستطيع أن نحاصر ونكافح الإرهاب الأسود الذي بات يضرب كثيرا من بلدان العالم عندما تنجح المجتمعات في نشر تعاليم الإسلام الصحيحة في كل مكان. وأوضح أن علماء الإسلام مطالبون في هذه المرحلة المهمة والخطيرة في حياة الأمة بتكثيف جهودهم لإظهار المنهج الوسطي لأن كثيرا من المسلمين لا يزالون مقصرين في التطبيق الحقيقي للمنهج الإسلامي الوسطي. وحول تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب، قال غلام الله إن الجزائر قاومت الإرهاب عن طريق فهم النفسية والدوافع التي دفعت هؤلاء الإرهابيين إلى أن يبثوا الرعب في وطنهم وبين أهليهم فعطلوا الاقتصاد والتعليم، أي أنهم عطلوا التنمية كلها، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت بعد تغلبها على الإرهاب فاعلا رئيسيا على الساحة الدولية، وتم القضاء على الإرهاب بمصالحة أبرم ميثاقها الرئيس بوتفليقة ثم خاض الرجل المعركة الأكثر صعوبة وهي التنمية الشاملة التي تظهر نتائجها اليوم واضحة جلية في المكاسب الاجتماعية للجزائريين، من خدمات تعليمية وصحية وسكن اجتماعي كلها تعطى مجانا للمواطن وبلا أي مقابل.