دعا مشاركون في لقاء حول التنمية المحلية والإقليمية المنظم نهاية الأسبوع بتمنراست إلى الاستثمار في القدرات المتنوعة التي تزخر بها الولاية من خلال تشجيع الاستثمار بالمنطقة وإزالة العراقيل التي تواجههم. ورافع متدخلون من أساتذة جامعيين ومختصين في ملتقى حول "التنمية المحلية والإقليمية" احتضنه المركز الجامعي الحاج موسى آغ أخاموخ بعاصمة الأهقار عن أهمية استغلال الثروات المتنوعة التي تتوفر عليها هذه المنطقة من الجنوب الكبير من خلال تشجيع الاستثمار فيها بما يضمن تحقيق تنمية مستدامة محلية وإقليمية. وتم التركيز في هذا الخصوص على المؤهلات المتاحة بمجالات السياحة والفلاحة والصناعة وتطوير نشاط التبادل التجاري مع دول الساحل. وأبرزت في هذا الشأن مفتشة بقطاع السياحية حليمة تيخمارين في مداخلتها حول "السياحة ودورها في تحفيز الإستثمار" المؤهلات السياحية الهائلة وفرص الاستثمار المتاحة بولاية تمنراست التي يمكن أن تستقطب المستثمرين وهذا إلى جانب القدرات الطبيعية التي تفتح آفاقا "واعدة" لمستقبل التنمية بالمنطقة. وذكرت في ذات السياق أن المخطط الوطني لتهيئة الإقليم لآفاق 2030 (سنات) قد اختار عاصمة الأهقار قطب سياحي قائم بذاته تحت إسم ''القطب السياحي للإمتياز بالجنوب الكبير'' وذلك ضمن المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية (سدات) الذي يعتبر جزءا من المخطط الوطني لتهيئة الإقليم. وبالمناسبة استعرضت ذات المتحدثة بعض ما يتضمنه المخطط الوطني لتهيئة الإقليم من أهداف والمحددة في خمس ديناميكيات والتي من بينها تنمية أقطاب الامتياز السياحي والإمتيازات الممنوحة للمستثمرين في قطاع السياحة. وشددت في مداخلتها على ضرورة استغلال الظرف الاقتصادي الحالي الذي يتميز بعدم استقرار أسعار البترول لبناء اقتصاد متنوع من خلال تجاوز العوائق التي تواجه حاليا بالخصوص قطاع السياحة في المنطقة. ومن جهته استعرض مدير المركز الجامعي بتمنراست الأستاذ عبد الغني شوشة خلال مداخلة تحمل عنوان ''الاستخدام الأمثل للإمكانيات الطبيعية والمادية والبنية التحتية بالولاية'' مختلف أوجه ومتطلبات التنمية المحلية وسبل تجاوز عوائقها ومعالجتها وهذا يقتضي حسبه الاستفادة من الهياكل التكوينية المتوفرة ومن الدور الذي تؤديه هذه المؤسسة الجامعية في تكوين متخرجين في مختلف التخصصات العلمية والصناعية والاقتصادية والسياحية والفلاحية والبيئية وغيرها. ويرى أن فرص تحقيق تنمية محلية ومستدامة بتمنراست قائمة إذا ما تم -حسبه- تركيز الجهود نحو التنمية البشرية خاصة عنصر الشباب واستغلالها وفق متطلبات التنمية المحلية. وضمن نفس الفكرة يرى العيشوبي محمد، وزير أسبق، في مداخلته بعنوان "الإقليم والمجتمع والتنمية لمواجهة الأزمات الدولية'' أنه يتعين الاستثمار في الشباب باعتباره الثروة الأساسية للمجتمع خاصة وأن العالم -كما أضاف- أصبح يبحث في كيفية السيطرة على الشباب. وتواصلت أشغال الملتقى إلى غاية أمس، بالتعاون مع مديرية التجارة والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بتقديم مداخلات متنوعة متبوعة بنقاش سيما ما تعلق منه بواقع الاستثمار المحلي من خلال دور مؤسسات دعم الاستثمار في التنمية المحلية وآفاق تطوير التنمية المحلية ونظرة الفاعلين الاقتصاديين للاستثمار وفرص الاستثمار في ولاية تمنراست.