ألهب، أول أمس السبت، الفنان القبائلي كريم ابرانيس قاعة العروض بدار الثقافة مولود معمري بولاية تيزي وزو بصوته القوي وأدائه لعدة أغان من بين الأغاني التي ساهمت في رقي وتطور الفرقة والتي صنعت مجدها سنوات السبعينات. واستمتع الجمهور القبائلي المتوافد على قاعة الحفلات لمشاهدة فنانهم المحبوب بالنسبة للذين يعفونه، كما كانت فرصة للبعض الآخر لاكتشافه ومشاهدته عن قرب، حيث سجل الحفل الفني إقبالا كبيرا للعائلات التي قضت أوقاتا ممتعة بالاستماع إلى نغمات جميلة على وقع موسيقى الروك. وأبدى الجمهور تجاوبه وسعادته بملاقاته لكريم ابرانيس الذي افتقده لسنوات عدة، حيث رددوا أغلبية أغانيه منها أغنية امليي كان، ليندة، تيليسا، ابحري، وليكان تيزيزوا وغيرها من الأغاني الجملية التي مزجت بين البومات قديمة وجديدة، ولقد زاد حماس الحفل بعد أداء الفنان أغنية ''ليندة'' التي تجاوب معها الحضور بقوة كبيرة، حيث رقص وغنى الكبير والصغير على أنغام الأغنية. ورحل كريم ابرانيس بالجمهور ومحبيه إلى سنوات السبعينيات حيث كانت موسيقى الروك تغازل كل من دخل عالم الفن حيث كانت ولا تزال فرقة ''أبرانيس'' تقدم مقاطع ممزوجة بالروك والأنغام القبائلية الموقعة بمزج القصائد الشعرية القديمة الأصيلة بموسيقى حديثة. ويدخل هذا الحفل الفني الرائع الذي وقعه احد أعمدة الفن الجزائري المعروف بتأدية الغناء القبائلي ببصمة موسيقى الروك، في إطار حفل لتكريم فرقة ابرانيس دعت إليها مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو بالتعاون مع دار الثقافة مولود معمري ابتداء من الفاتح ديسمبر وعلى مدار ثلاثة أيام''. كما كانت الفرصة مواتية لتكريم ابرانيس لمشاركة جمهوره ومحبيه فرحته بإصداره لألبوم جديد الذي أطلق عليه اسم ''الروايح''، الذي اعاد به الفرقة إلى الساحة الفنية بعد سبع سنوات من الغياب، والذي يتضمن عشر أغانٍ منها ''آذفل''، تيليسا''، ''أوي يروحان''، ''تبلاط يصمضن''، ''لحباب'' و''أسفاس''، كما تضمن الألبوم أغان ثنائية أداها كريم ابرانيس مع كل من سيدي بيمول وعلي عمران والمغنية طاوس. ويعود تاريخ إنشاء الفرقة إلى سنة 1973 من طرف أربعة موسيقيين من بينهم كريم ابرانيس، شامي، مهدي وشعبان، الذين أسسوا فيما بعد فرقا موسيقية أخرى خاصة بهم. وكان أول ظهور لفرقة ابرانيس على الساحة الفنية العالمية سنة 1975 في جولة فنية بمناسبة المهرجان الوطني للأغنية الجزائرية بقاعة الموقار، ونالت الفرقة شهرة عالمية حيث تحصلت على الكثير من الجوائز التقديرية، حيث نشطت 45 جولة فنية بمختلف أنحاء العالم منها فرنسا، كندا، إيطاليا، ألمانيا وغيرها.