أعلن الوزير الأول احمد أويحيى أنه سيتم إعداد مشروع مخطط إفريقي للوقاية من الراديكالية ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب، ستعرضه الجزائر خلال القمة المرتقبة في جوان 2018 بنواكشط، داعيا دول القارة الإفريقية إلى تعزيز أعمالهم في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، مجددا التأكيد على استعداد الجزائر لتقاسم تجربتها التي اكتسبتها في مجال مكافحة هذه الآفات. واقترح أويحيى خلال قمة الاتحاد الإفريقي أمس بإثيوبيا تطوير النشاط الإفريقي في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، سيما من خلال احتجاز الرهائن، وأعلن استعداد الجزائر لاحتضان في شهر مارس المقبل ندوة افريقية حول المقبلوضوع. ويتعلق الجانب الرابع بالعلاقة بين الوقاية من التطرف من خلال إيقاظ الضمائر ضمن العائلات لاسيما في أوساط الشباب ومخاطر الخطاب المتطرف وإرساء استراتيجيات إقليمية ومخطط عمل وطني لمكافحة هذا التهديد المنتشر. وأكد الوزير الأول بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش في العراق وسوريا تمثل دون شك تقدما في مجال المكافحة الشاملة للإرهاب، لكنها خلفت تهديدات جديدة للعالم وللقارة الإفريقية، بالنظر للعدد الكبير للشباب الإفريقي الذين انضموا لصفوف الإرهاب خارج أوطانهم، متحدثا عن التهديدات الإرهابية التي تحوم حول القارة، خاصة مع تراجع تنظيم داعش في العراق وسوريا وهروب العديد من مقاتليه إلى دولهم الأصلية وخاصة في إفريقيا. كما أوضح أويحيى أن الهزيمة العسكرية لداعش في العراق وسوريا تمثل دون شك تقدما في مجال المكافحة الشاملة للإرهاب، لكنها خلفت تهديدات جديدة للعالم ليست قارتنا في منأى عنها للأسف. وكشف أن هذه التهديدات تجبر إفريقيا على التجند وتسخير المزيد من الموارد من الأجدر تكريسها لتنمية بلدانها وتحقيق رفاه شعوبها. أويحيى ذكَّر بالجوانب التي تتطلبها مكافحة الإرهاب وأضاف أويحيى أن مكافحة الإرهاب تتضمن عدة جوانب ينبغي التطرق لأربعة منها، الأول متعلق بعودة المقاتلين الأجانب نحو وطنهم الأصلي الأمر الذي يشغل المجتمع الدولي برمته، مشيرا إلى أن هذه الآفة تستوقف القارة الإفريقية بشكل مباشر بالنظر للعدد الكبير للشباب الإفريقي الذين انضموا لصفوف الإرهاب خارج أوطانهم وبالنظر لحركات التجنيد وتحضيرات الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل الصحراوي لاستقبالهم وتجنيدهم، واعتبر أن هؤلاء الأشخاص خطيرين، سيما وأنهم يخضعون لتكوين إيديولوجي وعسكري وما فتئوا يطورون طريقة عملهم. ويخص الجانب الثاني تطوير العلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان التي اتخذت أبعادا كبيرة سيما في منطقة الساحل الصحراوي. وهي علاقة قال عنها اويحييى أنها مؤكدة وموثقة باجتماع المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي كرس أساسا لهذا الموضوع، مضيفا بان هذه المسألة ينبغي أن تٌوليها قارتنا المزيد من الاهتمام مع التفكير بشكل خاص في وضع أداة معيارية إقليمية لمكافحة هذه الآفة. أما الجانب الثالث فيخص، كما قال مطلب تجفيف موارد تمويل الإرهاب المتعددة في إفريقيا، مؤكدا أن هذه الأخيرة تشمل الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والاتجار بالكوكايين والهيرويين والحشيش والمهلوسات وكذا الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر واحتجاز الرهائن مقابل دفع الفدية.