بدأ حزب الحرية والعدالة الخميس الماضي أشغال مؤتمره التأسيسي بحضور مندوبي 48 ولاية يمثلون كافة شرائح المجتمع الجزائري، بحضور وجوه حزبية ناشئة البارز فيها عبد الله جاب الله، بينما غاب ممثلون عن الأحزاب القديمة بمن فيها أحزاب التحالف، وفي خطابه الافتتاحي عرض منسق الحزب محمد السعيد الخطوط العريضة لبرنامج الحزب، والتي شملت الجوانب السياسية، الاجتماعية والاقتصادية للبلد. وقدم محمد السعيد حزبه على أنه قوة سياسية تحمل للساحة السياسية الجزائرية إضافة نوعية وليس عددية، محاولا في الخطاب الذي ألقاه أمام نحو 500 مؤتمر تفادي التصادم مع السلطة، والظهور بمظهر الحزب البديل المتطلع للمستقبل دونما العودة إلى ترسبات الماضي والحاضر. وتضمن الخطاب انتقادا لمنظومة الحكم سيما ما يتعلق بالممارسة الديمقراطية، وغياب استراتيجية تنموية واقتصادية وضعف قيم الحرية والعدالة في المجتمع، كالقول بأنه لا قوة لدولة تضعف فيها الشرعية، ولا يشعر فيها المواطن بالقوة والعدالة الاجتماعية. ورافع محمد السعيد في خطابه عن الإسلام، والشباب والمرأة والطبقة المتوسطة في المجتمع الجزائري، بالقول «لا مناص من العودة لإعادة بناء الطبقة المتوسطة، وتقديم خطاب للشباب لا عن الشباب، مشيرا في السياق إلى أن الإسلام دين صالح لكل مكان وزمان وهو دين حوار وتفاهم». وأثنى المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة على ثورات الشعوب في البلاد العربية قائلا «أحيي الشعوب العربية التي افتكت حريتها»، داعيا الأنظمة إلى مواكبة تطلعات الشعوب والاستجابة لآمالها في التغيير بالقول «على الأنظمة أن تدرك بأن الزمن قد تغير وعليها أن تتغير بأسلوب الحوار مع المجتمع«. وفي الشأن الاقتصادي، حذر محمد السعيد من خطر استمرار الرهان على الثروة النفطية، وبقاء عائدات الجزائر من الصادرات دون المستوى ولا تكفي حتى لتغطية فاتورة الدواء، متسائلا عن مصير الجزائر عندما يبلغ تعداد سكانها 60 مليون نسمة أو أكثر في ظل هذه البيئة الاقتصادية. من جهته الناطق باسم حزب الحرية والعدالة مصطفى هميسي قال في ندوة صحفية نشطها في ختام الجلسة الافتتاحية العلنية للمؤتمر الصحفي، إن الحزب لا زال في مرحلة التأسيس، مؤكدا في رده على سؤال حول إمكانية التحالف مع قوى حزبية أخرى، على التعاون مع كل القوى من أجل الوصول إلى توافق حول نظام مؤسساتي مستقر، أما ما يتعلق بالتحالفات الانتخابية فهذا أمر سابق لأوانه«، معتبرا تغيير الحكومة لا يفيد شيئا في تنظيم انتخابات نظيفة إذا لم تتوفر نية صادقة لدى السلطلة. هذا وحضر مؤتمر حزب الحرية والعدالة كل من منسق حزب جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، وجبهة الجزائرالجديدة جمال بن عبد السلام، وجيلالي سفيان منسق حزب الجيل الجديد، وكان البارز حضور مؤسس حركة الوفاء أحمد طالب الإبراهيمي الذي كان محاطا بحشد من مناضلي وإطارات الحزب باعتباره رمزا من رموزه. ويرتقب انتخاب المؤتمرين اليوم السبت قيادة الحزب التي ستسير على تسييره إلى غاية عقد المؤتمر الأول.