قلة التركيز وصعوبة استيعاب المعلومات وحتى الإرهاق الناتج عن قلة النوم، كلها مشاكل تقلق المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا والتعليم الأساسي، فبعد أن كنا نلاحظ أن هذا المرض عند كبار السن فقط، صار يهدد العديد من الشباب وهذا ما يؤثر سلبا على حياتهم الاجتماعية والعملية. يعاني العديد من الطلبة المقبلين على اجتياز الامتحانات من قلة التركيز والنسيان الذي صار يهدد حياتهم الدراسية، وتنتشر هذه الحالات بين الكثير منهم مما جعلهم يخافون من فقدان جميع المعلومات التي حفظوها خلال عدة شهور وهذا ما أدى إلى بحث العديد منهم عن حل لهذه المشكلة التي تقلقهم باقتراب الامتحانات، خاصة المصيرية منها، وتشهد العديد من الصيدليات ومحلات بيع الأعشاب إقبالا من الطلبة على منتجاتها من أدوية بالإضافة إلى أعشاب طبية لمساعدتهم على تقوية ذاكرتهم. ولمعرفة مدى إقبال الطلبة على هذه المنتجات، اقتربنا من إحدى الصيدليات، حيث يقول صاحبها «إن أغلب الزبائن هذه الأيام هم من طلبة البكالوريا أو شهادة التعليم الأساسي الذين يطلبون مقويات للذاكرة أو فيتامينات ب المساعدة على التركيز بالإضافة إلى فيتامين س المنشط وبعضهم يبحث عن أدوية مساعدة على النوم للراحة، لأنهم يعانون من قلة النوم في الليل». وجدنا داخل المحل أول الزبائن الباحثين عن دواء للمشكلة وهي طالبة مقبلة على اجتياز شهادة البكالوري،ا حيث تقول: «أنا أعاني من النسيان الذي أصبح يقلقني، لأني أخاف أن أفقد جميع المعلومات التي خزنتها في رأسي عند اجتيازي للامتحان ويضيع تعبي في الفراغ، فبالرغم من أني أحفظ جميع الدروس، إلا أني أنسى معظمها عند اقتراب الامتحان، وهذا ما يؤثر على نتائجي الدراسية مع أني أبذل مجهودا كبيرا في الدراسة وأنا الآن أبحث عن مقو للذاكرة عند الصيدلي».طالب آخر وجدناه داخل نفس الصيدلية يبحث عن دواء يخلصه من مشكلته التي أصبحت تهدد حياته الدراسية، حيث يقول: «أعاني من قلة النوم، لأني أبذل مجهودا كبيرا في الدراسة، وهذا ما يجعلني أشعر بالإرهاق نتيجة قلة النوم لدرجة أني لا أستوعب المعلومات التي تشرحها الأستاذة، وأنا أبحث عن دواء عند الصيدلي يجعلني أنام في الليل».وهناك من الطلبة من يعاني نتيجة صعوبة استيعاب المعلومات داخل القسم وهذا ما حدث مع سمير، وهو طالب مقبل على اجتياز شهادة البكالوريا وجدناه داخل الصيدلية يبحث عن حل لمشكلته: «أنا لا أفهم معظم المعلومات التي تشرحها الأستاذة، وهذا ما جعلني أخاف من عدم النجاح في شهادة البكالوريا مع أني كنت طالبا نجيبا في السنوات الماضية، بالإضافة إلى أني أشعر بالكسل داخل القسم، وهذا ما دفعني للبحث عن دواء منشط ويساعدني على التركيز».طالبة أخرى تبحث عن حل لمشكلتها في الأدوية، وهي منال المقبلة على اجتياز شهادة التعليم الأساسي، حيث تقول: «أنا أعاني من مشكلة فقدان جميع المعلومات التي أحفظها بمجرد اقتراب الامتحان، وهذا ما يجعلني أعيد حفظها في اللحظة الأخيرة، ولكن يحصل معي نفس الشيء عند رؤيتي لورقة الإمتحان ما يجعلني أشعر بإحباط شديد، لأني صرت أتحصل على نتائج سيئة مع أني أحضر لجميع دروسي وأحفظها، إلا أن هذه المشكلة أثرت على تحصيلي الدراسي وأنا أبحث عن فيتامينات تساعد على تقوية ذاكرتي». ومن جهة أخرى، هناك من يبحث عن حل آخر لمشكلته عند محلات بيع الأعشاب خوفا من التأثيرات الجانبية للأدوية أو لأنها لم تنفعه في حل مشكلته، وهذا ما جعلنا نقترب من أحد محلات بيع الأعشاب لنعرف مدى إقبال الطلبة على هذه المستحضرات الطبيعية، حيث يقول صاحب المحل: «إن العديد من الشباب صاروا يعانون من مشكلة النسيان بعد أن كنا في السابق نسمع أن هذا المرض يصيب المسنين، ومعظم زبائني هم من الشباب الذين يعانون من هذه المشكلة، خاصة العاملين، بالإضافة إلى صغار السن المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا أو التعليم الأساسي، وأنا أحاول أن أحضر لهم وصفات من الأعشاب الطبيعية أو خليط من العسل الحر والمكسرات بالإضافة إلى حبوب الطلع أو غذاء ملكة النحل بالإضافة إلى أن خلطاتي موثوق بها وناجحة، لأنها خالية من المواد الكيميائية ومنخفضة الأسعار مقارنة بأسعار بعض الأدوية». وجدنا إحدى الزبونات داخل هذا المحل فاقتربنا منها للاطلاع عن مشكلتها، حيث تقول جميلة وهي طالبة جامعية: «أنا أعاني من أمر أشبه بفقدان الذاكرة عند اقتراب موعد الامتحانات، وهذا ما جعلني أبحث عن دواء لهذا الداء الذي صار يهدد مستقبلي الدراسي مع أني كنت تلميذة نجيبة في السابق، وقد أعدت السنة الأولى في الجامعة بسببه ومع أني استخدمت الكثير من الأدوية الخاصة بتقوية الذاكرة، إلا أن جميعها لم تنفعن، بل تسببت لي في إصابتي بأعراض أخرى، وهذا ما جعلني أبتعد عن المواد الكيميائية وأبحث عن خلطات طبيعية عند محل الأعشاب». تلميذة أخرى وجدناها تبحث عن حل لمشكلتها عند محل الأعشاب، حيث تقول: «أنا طالبة في الرابعة متوسط وأعاني من قلة النوم وهذا ما يجعلني لا أقدر على التركيز مع المعلمة عندما تشرح الدروس وصرت لا أفهم شيئا منها، لأني أشعر بالكسل داخل القسم وهذا أثر على نتائجي ففضلت أن أبحث عن حل لمشكلتي عند محل للأعشاب ونصحني أن أشرب أعشابا طبيعية تساعد على تهدئتي وتشعرني بالنعاس قبل النوم».وقد صار مرض النسيان يهدد مستقبل الكثير من الفئات الاجتماعية ومنهم سمير الذي طرد من عمله بسبب هذا المرض، حيث يقول: «كنت أعمل محاسبا في شركة خاصة، وقد نسيت ووضعت في إحدى الفاتورات حسابات غير صحيحة، وهذا ما جعل مدير الشركة يطردني ويظن أنه ليس لدي خبرة في هذا العمل». أما كريم فهو أيضا من الشباب العاملين وقد صار النسيان يهدد حياته العملية، حيث يقول: «أنا أعمل كموظف في شركة، وما يقلقني هو أني صرت في الفترة الأخيرة أعاني من النسيان الذي يجعلني لا أتذكر المكان الذي وضعت فيه الملفات، وهذا يشعرني بالإحراج أمام زملائي في العمل ويسبب لي مشاكل مع مدير الشركة وأصبح يهدد حياتي العملية».