تعيش عشرات العائلات القاطنة على مستوى البيوت الهشة الواقعة بحي »الكروش« التابع لإقليم بلدية الرغاية بالعاصمة، أوضاعا معيشية مزرية نتيجة ظروف السكن غير اللائق التي يتخبطون وسطها منذ أزيد من عشريتين من الزمن دون أن تلتفت السلطات المحلية لمعاناتهم، متجاهلة مطالبهم ومناشداتهم العديدة من أجل إعادة إسكانهم في شقق اجتماعية لائقة تحفظ كرامتهم وتخلصهم من جحيم بيوت الصفيح الذي ينغص يومياتهم. وفي هذا الصدد، يرفع سكان حي «الكروش» الفوضوي نداءات استغاثة للسلطات المسؤولة من أجل إدراجهم السريع ضمن عمليات الترحيل القادمة في إطار برنامج الرئيس للقضاء على السكنات الهشة والفوضوية المسطر على مستوى ولاية الجزائر، التي أعلن القائمون على هذا الملف بأنها بصدد إنجاز 35 ألف وحدة سكنية في صيغة الاجتماعي موجهة إلى هذه الفئة السكانية من قاطني البنايات الهشة ومحدودي الدخل عبر تراب الولاية، مشددين على ضرورة عدم إقصائهم من هذه الحصة السكنية خاصة وأنه تم تسجيلهم في قوائم السكن الهش بموجب الإحصاء السكاني لسنة 2007، كما عبر بعض السكان ممن تحدثوا إلى يومية «السلام اليوم» عن تضايقهم وانزعاجهم الشديدين من تجاهل المسؤولين المحليين بالرغاية لمراسلاتهم وشكاويهم العديدة فيما يتعلق بتحسين الظروف المحيطة بتجمعهم السكني. وفي ذات السياق، تشهد سكنات المواطنين تدهورا كبيرا بسبب قدمها، وعدم ملاءمتها لشروط ومقاييس البناء، وذلك للجوء السكان إلى تشييد بناياتهم بطريقة فوضوية، معتمدين في ذلك على الصفائح الزنكية والإسمنتية الرفيعة، التي ليست لها القدرة على مقاومة الظروف المناخية المتقلبة، وهو الأمر الذي سمح بتسرب مياه الأمطار شتاء من الأسقف وحتى فيضانها من الأرضية، مما حول يوميات السكان إلى جحيم حقيقي في ظل افتقاد منازلهم لأدنى شروط وأساسيات العيش الكريم، هذا فضلا عن تكبدهم لمعاناة كبيرة بسبب حر الصيف. كما يشتكي العديد من أفراد الأسر القاطنة ببيوت القصدير بالحي من تردي أوضاعهم الصحية، حيث باتت الأمراض التنفسية والصدرية المزمنة كالحساسية والربو تنخر أجسادهم، الأمر الذي زاد حياتهم شقاء وبؤسا. ومن جانب آخر، يسجل المحيط السكني لهؤلاء وضعية كارثية بسبب القذارة وانتشار النفايات بطريقة عشوائية، في صورة تنم عن الحياة البدائية التي وجد السكان أنفسهم يتخبطون وسطها لأسباب متفرقة جمعتهم في هذا الحيز المكاني الفوضوي، حيث أدى غياب قنوات الصرف الصحي على مستوى الحي إلى إحداث تدهور كبير للوضع البيئي، الذي تزداد آثاره على الحياة العامة سوءا مع قدوم فصل الصيف بسبب الروائح الكريهة المنبعثة وتكاثر الحشرات الضارة التي وجدت في المنطقة الفضاء الخصب للتكاثر.