ستستفيد العائلات المقيمة بالسكنات القصديرية والهشة على مستوى بلدية الرغاية، من المخطط الولائي الخاص بالقضاء على التجمعات العمرانية الفوضوية بالعاصمة، حيث تسهر مصالح ولاية الجزائر بالتنسيق مع المقاطعة الإدارية للرويبة على تجسيد مشروع سكني واعد يتضمن انجاز 3 آلاف وحدة سكنية اجتماعية هي الآن في طور الإنجاز في اطار التخلص من هذا النوع من العمران العشوائي نهائيا بالمنطقة، خاصة وأن بلدية الرغاية تضم أحد أكبر مواقع القصدير في العاصمة بنحو 1000 بيت قصديري بحي الكروش الذي ينتظر التسوية. وحسب مصدر من المجلس الشعبي البلدي للرغاية في تصريحه ''للمساء''، فإن السلطات المحلية تحصي ما يقارب 3400 بيت قصديري وهش يعود تشييد بعضها الى نحو 50 سنة، وهذا وفقا للإحصائيات الرسمية المنجزة في شهر جويلية 2007 والمنتهية في جانفي ,2008 في اطار جهود الدولة الرامية الى القضاء على البيوت القصديرية والهشة ضمن برنامج رئيس الجمهورية الخاص بالسكن ضمن المخطط الخماسي 2010 - ,2014 والهادف الى استئصال الظاهرة نهائيا عبر ربوع الوطن والعاصمة على وجه التحديد، التي عانت من فوضى العمران طيلة أكثر من عقدين، وتتوزع هذه البيوت الفوضوية على مستوى بلدية الرغاية عبر أكثر من 20 موقعا في بؤر معروفة لدى الجميع وعبر مختلف الاحياء، من بينها حي الكروش الواقع بشرق البلدية والذي يصنف ضمن أكبر تجمع لسكان القصدير على مستوى ولاية الجزائر، حيث تشير الأرقام الى احصاء أكثر من 1000 بيت فوضوي يزداد عدد قاطنيها في كل سنة في ظل عدم التحكم في تحديد العدد الحقيقي للعائلات المقيمة به، بل حتى معرفة العائلات نفسها التي تغير محل اقامتها بعيدا عن الموقع أمام المتاجرة ببعض البيوت التي يصل سعرها أحيانا الى 60 مليون سنتيم، علاوة على كرائها لمن ضاقت بهم الاحوال، حسب العارفين بخبايا الوضع في حديثهم الينا، حيث تعيش المئات من العائلات في ظروف معيشية وصحية مزرية، مثلما هو متعارف لدى جميع قاطني مثل هذا النوع من السكنات... وخلال زيارة ميدانية قادت ''المساء'' الى الموقع، استرسل العديد من المقيمين في سرد دوافع اقامتهم بهذا المجمع القصديري منذ أكثر من 25 سنة، حيث يرجعها البعض الى الواقع الامني الذي عرفته الجزائر خلال العشرية السوداء، بالإضافة إلى دوافع اجتماعية حتمت على البعض آنذاك المجيء الى بلدية الرغاية التي كانت تابعة لولاية بومرداس قبل أن يتم ضمها الى ولاية الجزائر، وهذا بغرض العمل في المنطقة الصناعية، وهو ما جعلها تحتل موقعا استراتيجيا كمنطقة عبور نحو العاصمة، وهو ما وفر فرص عمل للنازحين إليها في تلك الفترة من العشرية السوداء وما رافقها من مشاكل اقتصادية واجتماعية، حيث ينتظر هؤلاء السكان تسوية وضعيتهم وترحيلهم الى سكنات لائقة بعيدا عن الواقع الصعب الذي يعيشونه منذ سنوات طويلة في ظل تكرر مظاهر السرقة والاعتداءات ومختلف الآفات الاجتماعية بالموقع والأحياء المجاورة له. كما تبرز ظاهرة القصدير بصفة أكبر الى الواجهة إذا ما تعلق الامر بتلك المتواجدة على حافة وادي الرغاية المعروف بوادي جاكار، أين تنشتر العشرات من البيوت القصديرية بالاضافة الى أطراف بحيرة الرغاية وهذا منذ سنوات طويلة، حيث تبقى هذه السكنات معرضة لانجراف التربة وهو ما يثير مخاوف السكان، خاصة في ظل تساقط الامطار التي كثيرا ما تؤدي الى ما لا يحمد عقباه، وهو ما يستدعى تسوية وضعية هؤلاء على المدى القريب ضمن استراتيجية القضاء علي البيوت القصديرية والهشة، خاصة تلك المتعلقة بمنع انشائها على ضفاف الاودية والبحيرات. وبغرض انجاح هذه الإستراتيجية المتعلقة بإزالة فوضى العمران، تؤكد مصادر مطلعة ''للمساء'' على استفادة بلدية الرغاية من مشروع سكني يضم انجاز 3000 وحدة سكينة لفائدة سكان القصدير والشاليهات بإقليم البلدية، حيث يعد البرنامج في طور الانجاز وهو بمثابة ورشة مفتوحة سجلت الاشغال به نسبا متفاوتة من حيث تجسيد عدد معتبر من الوحدات السكنية التي يتم تشييدها على مستوى المدخل الغربي لمدينة الرغاية بالقرب من مشروع آخر يشمل انجاز مساكن تساهمية، حيث من المنتظر تسليمه خلال سنة .2012 وتضيف ذات المصادر أن هذا البرنامج هو محل متابعة دورية من طرف مصالح المقاطعة الإدارية للرويبة، وهو ما ينطبق على برنامج 3430 وحدة سكنية في هذا المسعى بكل من بلديتي هراوة والرويبة، حيث تعد هذه البلديات من بين العديد من المواقع التي تحتضنها ولاية الجزائر ضمن المخطط الولائي للسكن الذي يهدف الى القضاء على البيوت الفوضوية التي غزت العاصمة منذ سنوات طويلة.وتجدر الاشارة الى أن آخر عملية ترحيل نوعية عرفتها بلدية الرغاية تعود الى أواخر شهر ماي 2009 حيث شملت 47 عائلة بمنطقة عيسات مصطفى، حيث سمح تهديم بيوتها القصديرية بتبني العديد من المشاريع الجوارية في قطاعي الصحة والشباب والرياضة، وتم ترحيل غالبية هذه العائلات الى سكنات اجتماعية ببلدية هراوة لتبقى أكثر من 3400 عائلة تعاني القصدير على أمل ترحيل المستحقين الحقيقيين منها الى سكنات لائقة، وهو ما سيجسده البرنامج السكني الخاص ببلدية الرغاية الموجه لاستئصال ظاهرة القصدير والسكن الهش بحلول سنة .2012