صورة لأبطال عمارة الحاج لخضر استطاعت كاميرا العمارة اعتمادا على سيناريو لمين مرباح وعيسى شريط أن ترصد بأسلوب ساخر كواليس البيروقراطيين وتجاوزاتهم التي خنقت المواطن بمجموعة من العراقيل التي تبدأ من حارس الباب وصولا إلى تعجرف الموظفين وتغنج الموظفات.الإطلالة في البداية بدت بسيطة غير عميقة، تطرقت إلى حياة معلم بسيط يعيش في قرية صغيرة حيث ينعم بعيشة هادئة مع زوجته وجيرانه إلى أن يسمع في حصة إذاعية عن مسابقة يقول مضمونها إنه على المترشح اصطحاب عدة أفكار من شأنها القضاء على ظاهرة البيروقراطية، إلا أن الحاج لخضر عندما يعزم بكل حماسة على المشاركة ويحزم أمتعته ليحط رحاله في العاصمة، يكتشف عالما آخر فيه وجهان لعملة واحدة.العالم الأول هو المؤسسة نفسها التي زعمت أنها تسعى للقضاء على الظاهرة، في حين كانت من بين المكرسين لها وعلى كل المستويات، فقد كان لخضر وبختة ضحيتين منذ وطئت قدماهما المؤسسة، حيث بدأت التفاصيل المأساوية من حارس الباب وتواصلت رحلة صعود الدرج وطرق أبواب المكاتب التي كان أصحابها يحتالون على الزائر، إما بتغيير الأرقام أو الانشغال بالاتصالات الشخصية أو بالنصب والتظاهر باحترام مواقيت العمل بهدف التماطل وجرجرة المواطن واستقدامه عدة مرات.الحاج لخضر مكث أكثر من أسبوع على هذه الحال، وعندما تقدم إلى لجنة الاستماع إلى أفكاره، وجدها تستهزئ بطرحه، خاصة وأنه طالب بالقضاء على "القراطية" لأن المكتب أو "البيرو" لا يتحمل المسؤولية.غادر لخضر بعد أن صرف كل ما يملك في الفنادق والمطاعم وخاب أمله في تبني أفكاره أو حتى حصوله على قيمة الجائزة المادية، ليتحول إلى شحاذ ثم إلى كاتب عمومي ثم إلى "شواف"، كل ذلك حتى لا يرجع إلى "الدوار" بهزيمته أو فشله. وانتهت الأحداث التي واكبتها الفكاهة على مدار الساعتين تقريبا، بقدوم زوجته إلى العاصمة بعدما شاهدته في كاستينغ "ألحان و شياب" وقد تحول من معلم إلى مغن.أحداث الفيلم أخرجت الجمهور مبتهجا، خاصة وأنه لم يتوقف عن الضحك حيث كانت بحق "كوميديا سوداء" لأن الجمهور كان يتفرج على يومياته ومشاقه مع الإدارة. وبقيت النهاية مفتوحة على إعلان آخر مفاده ضرورة التقدم بأفكار للقضاء على الرشوة، جعلت لخضر يرمي بالمذياع بعيدا لأنها شعارات جوفاء."لخضر والبيروقراطية" شارك فيه كل من عبد الحميد عاشوري، بختة، فوزي صايشي، حرودي، مراد خان، مدني مسلم، فريد روكار، عمر تايري، فتيحة نسرين، محمد بسام، نسرين زروقي وليندة سلام. أما الإنتاج فهو مشترك بين التلفزيون الجزائري وأمين إنتاج. وضع الفيلم أصبعه على الجرح وخرج عن المألوف دراميا لتكون أحداثه في قالب فكاهي لم يخل بعد كل ابتسامة من تحسر أو تذمر، فالجمهور الذي توافد على قاعة ابن زيدون لمشاهدة العرض الشرفي كان يحاكي واقعه ويرافق فريق الفيلم إلى الإدارة أو "البيروقراطية".