مني " راديو طون " الذي خصّصت له إذاعة تيسمسيلت الجهوية قبل أيام قليلة من بزوغ هلال رمضان الكريم حيزا واسعا من مواقيت بثها لدرجة إلغاء العديد من البرامج " باستثناء النشرات الإخبارية طبعا التي فيها ما فيها من تبجيل وتمجيد وتهليل لأجندة نشاط هذا المسؤول أو ذاك " وجنّدت له ترسانة من صحفييها ومراسليها للقيام بالتشهير و تحسيس المواطنين من أهل الخير وجماعات المال ورجال الأعمال ومن يسبح في فلكهم بأهمية جدواه الخيرية المتمثلة في جمع التبرعات المالية لأجل ضخها في جيوب الفقراء والمحتاجين و الزوالية .. قلت مني هذا الراديو طون بفشل ما بعده فشل في قيمة ما تم جمعه من أموال .. هي أموال زهيدة لم تكن في مستوى " الحيحاية " التي سبقت ورافقت تنظيمه ولا ينطبق عليها سوى المثل الشعبي القائل " المندبة كبيرة والميت فار " ... وأعلم الآن أن كل من يفكك السطور الأولى لمقالنا هذا يريد معرفة المبلغ حتى يرتاح " 8 ' 3 مليون " سنتيم وليس دينار ، هذه هي ثمرة اسبوعين من التحسيسات و الاجتماعات والموائد المستديرة والمستطيلة وغيرها من اللقاءات التي كانت بدايتها تشكيل لجنة لصنع الحدث الخيري ضمت الى جانب نشطاء عن جمعيات ومنظمات على غرار " الكشافة الإسلامية واتحاد التجار والهلال الأحمر " ممثلين عن مديريتي الشؤون الدينية والنشاط الاجتماعي وخلص المجتمعون الى فتح الحساب البريدي الخاص بالهلال الأحمر لاستقبال التبرعات المالية للمحسنين بصفته المخوّل الوحيد لجمع التبرعات رغم أن الفكرة لاقت اعتراض الكثير من الفعاليات والسبب في ذلك كما قيل أن تشكيلة المكتب الحالي للهلال في تيسمسيلت تفتقد للشرعية وهو الموضوع الذي سنعود اليه بتفاصيل أدق في المراسلات القادمة ، وقد سبق جمع التبرعات المالية التي خصص لها يوما واحدا فقط لضخّها في الحساب البريدي المذكور وصول " نواة " اللجنة الى أرضية اتفاق تم بموجبها تحديد مدة اسبوع لغرض جمع التبرعات و الإعانات العينية ممثلة في المؤن والمواد الغذائية على أن تكون دور الشباب والصروح الدينية هي مستقبلتها ، وبعد ان شاع خبر المبلغ وبلغ الأسماع كثر القيل والقال ورسمت الاستفهامات وطرحت التساؤلات نفسها بقوة أولاها وليس آخرها هل غاب الحس التضامني عند ميسوري الحال من سكان " فيالار " ويبست قلوبهم وجفت جيوبهم أم أن الأمر فيه فقدانا للثقة بين المحسن وجامع الصدقة ، ويقول تساؤل آخر ولو فضّلنا نحن طرحه على " أمخاخ " الحساب كم كانت تصل قيمة مبلغ هذا الراديو طون لو تبرّع منتخبوا المجالس البلدية و المجلس الولائي وغرفتي البرلمان بألف دينار فقط لكل واحد منهم مع العلم أن عدد هؤلاء يفوق 200 منتخب ؟ ودون ذكر عدد المقاولين و المسؤولين ومديري القطاعات والمؤسسات وحتى أعضاء اللجنة ذاتهم يتساءل المتسائلون عن محل إعراب مئات الجمعيات والمنظمات من هذه العملية التضامنية الخيرية والمعني هنا الجمعيات والمنظمات المعتمدة والناشطة وليس تلك " الوهمية " من انتهت صلاحية اعتماداتها التي ما تزال تزخر بها رفوف مديرية التنظيم أو ما توصف عند الكثيرين بجمعيات البكاء والنواح على الفلوس فقط الأمر الذي يحتّم على الجهات المعنية الإسراع في تطهير الفضاء الجمعوي من هكذا زوائد وطفيليات لا شغل ولا مشغلة لمؤطريها عدا تدعيم وتزيين ديكور القاعات خلال الكرنافلات التي يشتمّون منها روائح الزردات ، وبالعودة الى نظيرتها التي تتدعي الشرعية وتفعيل النشاط فقد أثبت مبلغ الراديو طون أنه لا فرق بين هؤلاء و أولئك ما دام أن الكل قد تحوّل الى أداة للتصفيق والتنديد ومساندة فلان ضد علاّن في غزوات السقوط والصعود وعليه لم يتأخر الكثير من المتابعين للشأن الجمعوي في مطالبة الجهات الوصية والسلطات المعنية بوجوب النبش في أموال الجمعيات والمنظمات المعتلفة من " زريبة " السلطة على الأقل لمعرفة وجهة الأموال المضخوخة في حساباتها ومن ثمة تطهير الساحة الجمعوية من طحالب سمّت نفسها مكونات المجتمع المدني عفوا " البطني " .... تجدر بنا الإشارة وحفظا لماء وجه الراديو طون الذي يعد كأول تجربة في " راديو " تيسمسيلت قامت إحدى المؤسسات الشهيرة في إنتاج وتسويق القهوة على المستوى الوطني والقاري بضخ ما قيمته 50 مليون سنتيم في الحساب البريدي المذكور وكان ذلك بعد فوات التوقيت الزمني الذي حددته اللجنة لإغلاق باب التبرعات . ج رتيعات