وجد يوم أمس العديد من ملاّك ومسيّري مسالخ الدواجن بتيسمسيلت أنفسهم مجبرون لدرجة الإكراه على تلبية كافة طلبات مموني المدارس الابتدائية باللحوم البيضاء هذه التي أبانت المصالح البيطرية صرامة كبيرة ومراقبة غير مسبوقة في إيصالها إلى الابتدائيات عشية امتحان شهادة التعليم الابتدائي المقررة اليوم ، وذلك بعد أن فرضت المصالح ذاتها على أصحاب المذابح بذبح الكميات المطلوبة ومنحها للممونين على أن تكون مرفوقة بالشهادة الصحية للمنتوجات الحيوانية أو ذات المصدر الحيواني التي تثبت أن اللحوم سليمة و لا تعاني من أية أمراض ، فضلا عن أنه تم ذبحها بطريقة قانونية بعيدا عن العشوائية أو ما يطلق عليه بالذبح السري ، غير أن هذه الصرامة – المزعومة - غالبا ما تغيب عن سائر الأيام الدراسية أو لنقل طيلة موسم كامل ؟ ، إذ يقوم الممون بتموين هذه المؤسسة أو تلك من دون إرفاقه أو استبيانه لهذه الشهادة باستثناء شهادة يجلبها معه تفيد بصحة وسلامة الدجاج قبل ذبحه – مراقبة الدواجن في الإسطبلات قبل بيعها - ، وهو التناقض الذي يرسم معه علامات استفهام واسعة حيال الطريقة التي تتعامل معها المصالح البيطرية حيال عمليات تموين المؤسسات التعليمية باللحوم البيضاء طالما أن معظم المتمدرسين يستهلكون طيلة السنة لحوما بدون شهادة صحية في حين يفرض على مسؤولي المؤسسات نفسها تواجد هذه الشهادة أو رفض استقبال البضاعة كلما حل موعد الامتحان ؟ ، وكأن من كانوا يستهلكون اللحوم بالأمس ليسوا هم مستهلكوه اليوم ؟ ، كما أبانت هذه الفعالية – الظرفية - في تطبيق القانون عن ضعف المراقبة و حجم البريكولاج الحاصل في تسيير وضبط عمليات بيع وشراء اللحوم البيضاء، حيث غالبا ما يجد ملاّك مسالخ الدواجن أنفسهم في مواجهة الأشباح بفعل تراجع نشاط البيع نتيجة عزوف أصحاب محلات القصابة الخاصة ببيع اللحوم البيضاء عن اقتناء الدواجن من المذابح المرخّصة قانونا ، وهذا ما يحيلنا الى الحديث عن الذبح السري الذي سنتناوله بتفاصيل أدق في مراسلاتنا اللاحقة ، في حين تجدهم في موضع العاجز عن تلبية الطلبات مع حلول موعد انطلاق الأحداث المناسباتية على غرار الامتحانات التعليمية بمختلف أطوارها ، وبنفس الكيفية يحصل مع أصحاب المطاعم الذين لا يتحرّكون ولا يولون اهتمامهم البالغ باستحضار دواجن مرفوقة بشهادات صحية إلاّ إذا اشتموا روائح قدوم أو نزول لجان المراقبة عن مختلف المصالح والهيئات المكلّفة بمعاينة ومراقبة السلع ، وما عدا ذلك يكون – المارشي نوار – هو الحل الأفضل والأنسب بالنظر لما يوفّره من – بقشيش – لهؤلاء.