في زيارة قادت "صوت الجلفة" إلى صالون الوطني للتشغيل الذي جرت فعالياته بقصر المعارض الصنوبر البحري قمنا باستطلاع رأي زوار الصالون لكشف اهتماماتهم وانشغالاتهم في المجالات المتعددة التي احتضن عروضها الصالون في طبعته الثالثة. اختلف زوار الصالون بين فضولي وباحث عن مستجدات قطاع من قطاعات التشغيل سواء تعلق الأمر بالمؤسسات العمومية أو الخاصة كل في تخصصها، في مقدمتها وكالات التشغيل التي جلبت اهتمام الشباب البطال أو المستفيدين من عقود ما قبل التشغيل أملا في الحصول على مناصب دائمة تحت لواء الإدماج المهني في المؤسسات التي يشغلون فيها مناصب عمل مؤقتة. متعاقدون يطلبون الإدماج "كمال" شاب قدم من ولاية بومرداس مستفيد من عقود ما قبل التشغيل يعمل لدى مؤسسة اقتصادية خاصة منذ حوالي سنتين ونصف متحصل على شهادة تكوين في المحاسبة زيارته للصالون جاءت بغرض الإطلاع على مستجدات وقوانين التشغيل مقارنة مع السنوات الماضية إلى جانب البحث عن فرصة عمل، في مقدمتها الوكالة الوطنية للتشغيل. أما "كهينة" فيختلف حالها عن حال "كمال" كون هذه الأخيرة فصلت عن عملها مؤخرا بعد انقضاء العقد الذي أمضته مع مؤسسة خاصة، عبرت عن سخطها حيال الوضع الذي ألت إليه بعدما عادت إلى عالم البطالة بعد سنتين من العمل بها ولم تنل منها سوى شهادة عمل منحتها إياها وكالة التشغيل في الوقت الذي كانت تنتظر فيه تطبيق تعليمات الوزارة الوصية لإدماج الشباب المستفيدين من عقود التشغيل في إطار وكالات التشغيل. مؤسسات زائرة تبحث عن يد عاملة مؤهلة من جهة أخرى لاحظنا أن الصالون لفت انتباه المؤسسات الاقتصادية والتقينا "مراد" في العقد الثالث من العمر صاحب مؤسسة اقتصادية جديدة النشأة السوق بعد الإفصاح عن اسمها كونها لم تدخل ذكرت أن زيارتها للصالون تأتي في إطار البحث عن السبل المثلى للحصول على يد عاملة مؤهلة لتشغيلها في إطار عقود مع وكالات التشغيل. مؤسسة أخرى استحسن ممثلوها عملية تأمين العمال مهما كانت صفتهم متعاقدين أو دائمين، حيث ذكرت السيدة "عثماني" أن زيارتها عملية محضة من أجل الإطلاع على مستجدات عملية التأمين التي كشفت عنها إحدى المؤسسات الخاصة من خلال منح المؤسسات تخفيضات تصل إلى 35 بالمائة في تأمين العمال، بعد بلوغ شخص مدة توظيف خمس سنوات. مؤسسات تخل بالتزاماتها مع وكالات التشغيل هو ما كشفت عنه ضحية تلاعب المؤسسات، صادفناها في الصالون تعرضت للاستغلال من طرف صاحب مؤسسة اقتصادية استغل سذاجتها في تسيير شؤون مؤسسته كونها متحصلة على شهادة في المالية، وعندما طلبت إمضاء عقد عمل بعد مضي حوالي ستة أشهر اكتشفت أنه استغل حاجتها للعمل لخدمته بدون مقابل، في الأخير أمضت عقد التشغيل لكنه ألقى على كاهل الفتاة كل مسؤوليات العمل حتى أنه كان يلزمها بالعمل في عطلة الأسبوع وأخذ ما تبقى من ملفات إلى المنزل مدة تفوق ثلاثة أشهر، لكنها القطرة التي أفاضت الكأس ودفعت بالفتاة إلى فسخ عقد العمل والعودة إلى عالم البطالة. مؤسسات تبحث عن مدعم لنشاطاتها وجهتنا كانت جناح معرض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يشارك فيها حوالي 300 مؤسسة جاءت للتعريف عن منتجاتها وعرض خدماتها على الزبائن بصفة مباشرة، أول من التقينا به بين أروقة الجناح زائر وصاحب مؤسسة لإنتاج مواد التنظيف من ولاية قالمة جاء في زيارة عمل للصالون بحثا عن مؤسسة تنتج مواد التغليف والتعبئة استفاد من مشروعه في إطار دعم تشغيل الشباب "أونساج" الذي ذكر أن مؤسسات إنتاج مواد التغليف غير متوفرة بكثرة وهو في هذه الحالة يسعى إلى إبرام صفقة مع إحدى المؤسسات لتدعمه بمواد التغليف، مشيرا أنه يسعى إلى توسيع نشاط مؤسسته المصغرة للتكفل بكل مستلزمات مواد التنظيف التي ينتجها. شباب يبحث عن مناصب شغل، وأخر عن تحفيزات لإنشاء مؤسسات هو حال مجموعة من الشباب الذين اقتربنا منهم لمعرفة الأسباب التي دفعتهم لزيارة صالون التشغيل، حيث ذكر "ياسين" في العقد الثاني من العمر متخرج من الجامعة بشهادة ماستر منذ سنة تقريبا تخصص محاسبة، زيارته للمعرض جاءت في إطار البحث عن عمل لدى المؤسسات الحاضرة، فيما أضاف صديقه أن زيارته للمعرض تحفيزية أكثر منها استطلاعية كونه يفكر في التقرب من وكالات دعم تشغيل الشباب من أجل تجسيد مشروع إنشاء مؤسسة صناعة مستحضرات طبية بمواد طبيعية، مشيرا أن احتكاكه بشباب في سنه أصحاب مؤسسات يسمح له بالاستفادة من تجربتهم ومعرفة خبايا إنشاء مؤسسة صغيرة. إلى جانب هذا وذاك التقينا ب"مروة" في العقد الثالث من العمر جاءت رفقة الموظفات التي يعملن بمؤسستها المتواجدة بولاية بومرداس، تقول أن زيارتها للصالون جاءت بحثا عن جديد السوق في إنتاج مواد التجميل بالأعشاب طبيعية، مشيرة أن الزيارة مكنتها من التعرف وتبادل الخبرات مع مؤسسات أخرى من مختلف ربوع الوطن تمارس نفس النشاط.