كانت أفراح الجزائر الرياضية التي سادت خلال الأشهر القليلة الماضية قد غطت الكثير من القضايا الرياضية الهامة والخطيرة في نفس الوقت التي تعرضت لها الفرق الكبيرة والصغيرة بالوطن تاركة الحديث عنها مؤجلا إلى ما بعد الكان أو حتى ما بعد المونديال، ومن بين تلك الفرق التي غابت عنها الأنظار والأقلام وراحت ضحية سوء تسيير ولامبالاة وتراكم لسياسات حكم عليها الخلع والتمزيق، نادي عريق بعراقة هذه المدينة الكبيرة ثوريا ورياضيا، نادي تأسس على أيدي طاهرة كالبشير الإبراهيمي.. لقد عرفتموه هو نادي فرحات عباس..القرونة .. هو فريق اتحاد سطيف، الذي يقبع حاليا قاب قوسين أو أدنى من مؤخرة ترتيب دوري القسم الوطني الثاني، وخرج قبل أزيد من أسبوع من الباب الضيق لكأس الجمهورية وفي دورها ال32 وهي التي اختارته سنة 2005 لتنشيط النهائي وهو في أحسن أحواله...الفريق اليوم يغرق في عنق الزجاجة والمؤشرات الحالية لا تنبئ بمستقبل أفضل مادامت دار لقمان على حالها..ومادام المتسببين في تلك الأزمة لا يزالون دون حساب ولا عقاب... اليوم وبعد أزيد من خمسة أشهر خلت من انعقاد الجمعية العامة للفريق والتي ضربت بعصا من حديد كل من استغل القرونة ليزيد من نفوذه أو يكاثر من رزقه، وأقرت الخلع الفوري للرئيس السابق الذي اتهمه أزيد من 90 عضو بالجمعية العامة بسوء التسيير المفضي إلى إفلاس تام للفريق الذي كان على وشك فقدان مكانته ضمن القسم الوطني الثاني، وقد طالبته ذات الجمعية بتوضيح عديد النقاط المتعلقة بتسيير واردات الفريق ونفقاته قبل رحيل هذا الأخير وحتى قبل استلام الرئيس الجديد لمهامه، ونصبت في 22 جويلية 2009 تاريخ انعقاد الجمعية العامة لجنة تحقيق مكونة من خيرة أبناء الفريق وخبراء في المحاسبة في ذات الوقت ويتعلق الأمر بكل من السادة: طيار مبروك، زيغمي عزالدين وبوزيدي السعيد، وكلفتهم بإعداد تقرير مفصل عن وضعية الفريق المادية بعد أن رفض الرئيس المخلوع عزوز أعراب تقديم أي توضيح للجمعية العامة وفضل مقاطعتها آنذاك، غير أن تلك اللجنة لم تشرع في عملها وظلت الأمور تتراكم وتتأزم نحو المجهول بعد استلام الرئيس الحالي بلباشة لمقاليد الحكم، وارثا من سابقه ملفات سوداء لاتزال عالقة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، ولأسباب تبقى عند البعض مجهولة والبعض الآخر مفضوحة لم يرى عمل لجنة التحقيق النور، وعلى الأقل ما يشاع في دهاليز الفريق أن الرئيس الحالي يكون قد فضل المصلحة العامة للفريق وذهب نحو إعادة البناء بدل البحث في الأنقاض والتاريخ والذي كما يقال شعب بدون تاريخ شعب بدون مستقبل، والنتيجة التي وقعت بعد خمسة أشهر من كل هذه الأحداث أن الفريق يتجه نحو المجهول إداريا ورياضيا، وهو السبب الذي جعل من أعضاء الجمعية العامة ومحبي الفريق الأوفياء يدقون ناقوس الخطر رافعين صيتهم ورفضهم للضباب الذي لم يأبى الزوال من بيت الاتحاد الزجاجية. وبدأت الأمور تتحرك منذ الأسابيع القليلة الماضية إذ وبعد ضغطات إعلامية قرر الرئيس الحالي للاتحاد إعادة فتح ملف تسيير أعراب للفريق وقام باستدعاء أعضاء لجنة التحقيق رسميا بتاريخ 27 ديسمبر الماضي للشروع في العمل الجد والبحث في الحقيقة، غير أن اللجنة وفور شروعها في العمل لم تجد من الوثائق ما يسمح بذلك سوى ثلاث أوراق سلمها الرئيس المخلوع للرئيس الحالي بها مجموعة من الأرقام على أساس أنها واردات الفريق ونفقاته إضافة إلى الديون المترتبة خلال سنة كاملة دون تقديم أي سندات تثبت صحة وسلامة تلك الأرقام، ولدى سماع الرئيس الحالي أكد بل أقسم بأغلظ أيمانه أنه لم يؤشر على أي وثيقة للرئيس المخلوع كتبرئة لذمته اتجاه هذا الملف بل يكون قد استلم تلك الوثائق بعد نصائح يقال أنها وجهت له من أطراف من داخل مبنى الشبيبة والرياضة قصد الحصول على مساعدات الدولة للفريق وهو الأمر الخطير الذي وقع فيه هذا الأخير، غير أنه أبان عن حسن نيته وقبل التعاون كلية مع لجنة التحقيق التي قامت في خطوة ثانية بالاتصال مع المحاسب الذي كان وراء إعداد التقرير (من ثلاث أوراق) للرئيس السابق وحينها أكد للجنة أنه قد أصدر ذلك التقرير بناءا على وثائق قدمها عزوز أعراب دون أن يحتفظ بنسخة منها. التحقيق لم ينتهي عند هذا الحد وقرر مهندسوه الدخول في معركة نحو الحقيقة التي يطالب بها جميع أعضاء الفريق وحتى المحبين، وفي إجراء متقدم طلب أعضاء اللجنة من الرئيس الحالي للفريق إرسال ثلاث برقيات على التوالي ومتفرقة في الزمان يطلب من خلالها للرئيس المخلوع تقديم كل السندات والفواتير التي تبرر التقرير المالي، وحين نفاذ تلك البرقيات طلبت ذات اللجنة بتبليغه رسميا بواسطة محضر قضائي، وحين استوفاء كل تلك المحاولات سيتم اللجوء إلى طرق أخرى قد تسير إلى حد التماس العدالة بقرار من الجمعية العامة بعد رفع التقرير من طرف اللجنة المعينة. وإلى ذلك يبقى فريق فرحات عباس يتخبط في تلك الظروف التي كانت دون شك وراء العديد من انتكاسات فريق بات في وضعية حرجة خلال كل تنقل بل عاجزا حتى على تسديد فاتورة الإطعام أحيانا، ولا نجزم أن كل ذلك كان وراء الإقصاء المر للفريق الرمز أمام فريق موزاية المتواضع خوفا من السفرية إلى مستغانم التي كانت تتنظر القورنة في حال التأهل إلى الدور ال16 للسيدة الكأس، كما يشاع هنا وهناك. الأكيد أن النتائج لا تشجع للسكوت بل العكس تبعث للشروع في العمل الفعلي نحو إنقاذ هذا المعلم التاريخي ولو حتى بالكلمة...والمؤكد أن الفريق الصحفي لسطيف نت سيكون وراء كل كبيرة وصغيرة تخدم الفريق وستنقل لكم المستجدات أولا بأول...فانتضرونا !!!