حقيقة يعجز اللسان عن التعبير عن الحماقة التي وصل إليها المصريون، حيث بلغ الأمر إلى حد الإشادة بما كتبته الصحف الإسرائيلية عن هزيمة المنتخب الوطني في نصف نهائي كأس إفريقيا مساء يوم الخميس الماضي، حيث عبر الإعلام الفرعوني عن سعادته بتلك الإشادة من أسيادهم اليهود الذين مرغوا النخوة العربية التي تزعم أم الدنيا أنها حاملة لوائها، لقد فض الإسرائيليون بكارة مصر وأصبحت بذلك الزوجة الشرعية الطائعة التي أخذت على عاتقها تنفيذ سياسة اليهود على المستوى العربي. وقد تهافتت صحف العار المصرية إلى نقل كل الإهانات الإسرائيلية للجزائر على حساب مصر وكأن دولة بني صهيون هم أولى بالموالاة من دولة شقيقة يجمعها بها الدين واللغة والتاريخ المشترك. وكان الإعلام الإسرائيلي قد تحدث بإسهاب عن المباراة التي جمعت بين الجزائر ومصر، وبطبيعة الحال عبر عن سعادة إسرائيل بفوز "الجار والصديق". "الانتقام الرهيب" بهذا العنوان، افتتحت القناة الثانية الإسرائيلية أول أمس، تقريرها المصور عن صعود المنتخب المصري للدور النهائي في بطولة كأس الأمم الإفريقية. وقال تقرير التليفزيون الإسرائيلي، الذي نقل أجزاء من المباراة، وترجم تصريحات عدد من كبار النقاد الرياضيين المصريين أدلوا بها للتليفزيون المصري، إن المنتخب المصري ثأر لكرامة المصريين. كما حظيت المباراة بتغطية واسعة في جميع الصحف الإسرائيلية، وقال تقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" بعد شهرين من الحرب الشعواء التى اندلعت بين مصر والجزائر عقب تأهل الخضر لنهائيات كأس العالم على حساب المصريين. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: كان المصريون مصممين على الفوز على المنتخب الجزائري". أكد المدرب الوطني رابح سعدان أنه كان يحترم كرة القدم المصرية لكنه لم يعد يحترمها في الوقت الحالي، وأضاف سعدان أن المنتخب المصري لم يفز عليه في مباراة رياضية وإنما استعان بالحكم كوفى كودجا من أجل الفوز على المنتخب الجزائري في هذه المباراة. وأضاف أنه طالما كان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في مصر فإنه لن يحترمه أيضا خاصة وأن قوام العاملين فيه من مصر، وأسرد أن المصريين استعانوا بالعاملين في الكاف من أجل إنهاء المباراة بهذا الشكل. وواصل سعدان قائلاً أن الجانب المصري اتفق مع الحكم على سيناريو الطرد وكانت البداية مع المدافع رفيق حليش والذي طرد في الدقيقة 34 من عمر المباراة. حمل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، الحكم البنينى كوفى كودجا مسؤولية خسارة المنتخب الوطني ،حيث قال في تصريح للإذاعة الوطنية "لعبنا ضد الحكم وهو من تسبب في خسارتنا للمباراة بشهادة أغلبية من كان بالملعب. أؤكد أنه لن يدير بعد اليوم مباراة على مثل هذا المستوى ولن يشارك في مونديال جنوب إفريقيا". وأشاد روراوة بالخضر قائلا: " قبل أشهر فقط لم نكن نحلم بتحقيق هذه النتائج والحمد لله وصلنا إلى نصف نهائي بطولة أمم إفريقيا وسنلعب نهائيات المونديال". وأضاف روراوة أن الحكم البنينى أفسد المباراة تماما لكونه حكما غير مسؤول وغير كفء. وفى رده على سؤال حول تعرض حافلة المنتخب الوطني للرشق بالحجارة في القاهرة قبل مباراة مصر والجزائر في نوفمبر الماضي اتهم روراوة الاتحاد المصري لكرة القدم ورئيسه سمير زاهر بأنهما مسؤولان عن وقوع هذه الأحداث التي ينبغي إدانتها. وأضاف أن لجنة العقوبات للاتحاد الدولي لكرة القدم ستجتمع قريبا لدراسة الأحداث التي وقعت قبل هذه المباراة. وردا على سؤال حول إمكانية المصالحة بين الاتحادين الجزائري والمصري قال رئيس روراوة "إن أقل شيء يمكن قبوله هو أن يبادر سمير زاهر بتقديم الاعتذار للاعبين الذين أصيبوا جراء رشق حافلة منتخب الجزائر بالحجارة". وأوضح روراوة أنه لن يتسامح طالما لم يتم تقديم الاعتذار المطلوب مشيرا إلى أنه في جميع الأحوال ينتظر أن تقوم الفيفا بتطبيق القوانين المعمول بها في مثل هذه الحالات بأقصى درجات الشدة. من ناحية أخرى، وصف روراوة مشاركة المنتخب الجزائري في بطولة أمم إفريقيا بأنها كانت "إيجابية للغاية" فيما يتعلق بالنتائج والإعداد الجيد لكأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 ، وأضاف أن مجرد وصول المنتخب الجزائري للمربع الذهبي يعد شرفا في حد ذاته ونجاحا للكرة الجزائرية. وأضاف أن وصول ثلاثة منتخبات من مجموعة الجزائر في تصفيات كأس العالم إلى المربع الذهب لأمم إفريقيا يثبت أن مجموعة الجزائر ومصر في تصفيات كأس العالم كانت مرتفعة المستوى بشكل كبير وأشار إلى أن أمم إفريقيا كانت فرصة جيدة للمنتخب الجزائري للتجمع والاستعداد الجيد لمونديال جنوب إفريقيا 2010 موضحا أن منافسات البطولة الإفريقية ساهمت في رفع درجة التجانس بين اللاعبين الجزائريين المحترفين خارج بلادهم.