شهدت مدينة بجاية و على غرار نظيرتها من بعض ولايات الوطن تواصل أيام الأزمة و انتفاضة الشباب و استمرار أعمال التخريب التي أكلت المال العام و الخاص و لم ترحم حتى بيوت العلم و المستشفيات، و قد يخالفني الرأي القارئ الكريم ان قلنا أن التخريب لم يتعد بعض ولايات الوطن و هذه هي الحقيقة، لأن الجزائر صامدة و ابناؤها الأحرار في استعداد لمثل هذه الأعمال التخريبية، على عكس ما صورته لنا بعض القنوات و الجرائد التي استغلت الحدث و جعلته دفا ربحيا و تسويقيا و صورت الجزائر على أنها أفقر بقاع الله، و هذا لا يعني الحقيقة فارتفاع الأسعار حقيقة مشكل لكن يجب أن يعالج بديمقراطية و احترافية. بجاية أو "فقايث" بالأمازيغية تحولت من عروس للبحر الأبيض المتوسط الى كرة نار ملتهبة، و خاصة منطقة " درقينة" التي قام سكانها بقطع الطريق الوطني المصل لمركز المدينة، و أيضا حرق الصيدلية الوحيدة المتواجدة بالقرية و اتلاف كل ممتلكات الدولة و مقر شركة سونلغاز و هموا بحرق دار البلدية الا أن كبار السن من السكان و العقلاء منهم تصدوا لهيجان الشباب و العنف الصادر منهم و تآزروا و أنقذوا دار البلدية من الحرق. و من جهة أخرى عرفت منطقة أميزور حرقا لقصر العدالة و نهبا لممتلكاته و السطو على دار البلدية و تكسيرها و لم تسلم المؤسسات التربوية من هذه الأفعال فاختلط الحابل بالنابل و قام الشباب أو ان صح التعبير المخربون بتكسير معظم دكاكين المنطقة. و في آقبوا التي شهدت شرارة انطلاق المظاهرات فان شبابها تعدوا على الاحتجاج لكن بطرق سلمية أما هذه المرة فقد أباحوا كل المحظورات فخربوا المدينة عن بكرة أبيها و للذكر قرائنا الكرام فان منطقة أقبوا تكاد تخلى من العاطلين على العمل فعن معرفة بينة بالمنطقة و من مصادر مسؤولة مقربة في المنطقة فالبطالة لا تعرف في آقبوا لأن تحتوي على كم هائل من المؤسسات و المصانع، لكن هذا لم يكن محفزا لشبابها بل كان ارتفاع الأسعار لهيبا أيقض غضبا دفينا لا نعرف أي محل له من الاعراب، لكن أهم شيئ في مقالنا هذا اليوم و الشيئ الذي احببنا مشاركتكم به ، هو النآزر و التلاحم في مثل هذه الأزمات، فهي قصة حقيقة لطلبة السنة الثالثة ثانوي لثانوية " ذبيح الشريف" بآقبوا الذين أبوا الا أن يحموا ثانويتهم بأنفسهم، فرغم تواجد مدير المؤسسة و حارسها الضعيفين أمام هيجان الشباب الا أن طلابها و أولياء أمورهم وقفوا أمام الاجتياح التخريبي و لم يتعدوا المخربون باب المؤسسة بل أكثر من ذلك قسم التلاميذ أنفسم مجموعات رفقة مدير المؤسسة لحمايتها، و هذا بعد تخريب اكمالية المنطقة، و ان استنتجنا الدافع وراء هؤلاء المراهقين الذين أبوا الا أن يحموا ثانويتهم، أبوا الا أن يحموا منارة العلم و لو بالدم .... نستخلص العبارة ... لا للتدمير ...لا للتخريب ... نعم للحوار الحضاري.