الحرية كائنة ولو كانت نسبية، هذه هي الفكرة التي آمنت بها منذ نعومة أظافري، لما لا بما أن الانسان يسعى دائما للتحرر من كل القيود، و من هنا جاءت فكرة أخرى عالم بلا قيود ... نعم عالم دون قيود، عالم تتخم فيه من الحرية حتى الثمالة، عالم لا تجد فيه الرقابة و تستطيع التعبير عن نفسك، عالم تحفظ فيه حقوقك و تصون به كرامتك، و من هنا ارتأيت أن أقدم طلب اللجوء السياسي و الفكري و الاجتماعي، طلب فكرت فيه كثيرا حتى اتضحت لي الرؤيا، فقررت الهجرة الى عالم النت. قد تتساؤلون كيف...؟؟ أجيبكم ببساطة...؟؟ بمجرد كبسة واحدة... اضغط على زر دخول؟؟ ومن هنا اصبح لي حق المواطنة في العالم الالكتروني، لكنني فوجئت كثيرا، فلا معنى للحرية مع الرقابة، رغم أنه عالم عنوانه الخيال، الا أن القيود تغلغلت فيه، ثوارات كتبت عن طريق هذا العالم، شباب لجأ اليه للتعبير عن غضبه و للتنفيس عن كربه من تونس الى مصر حتى تخوم اليمن، الا أنه فوجئ بقطع شبكة التواصل عنه، فقلت في نفسي كيف لي أن أنتمي لعالم يختفي بزر واحد. تفكرت و أقنعت نفسي بأن الوطن الحقيقي يجب أن يكون له كيان ملموس، و الحرية و الحقيقة يجب أن تأخذ لأنها لا تعطى، و التعبير عن الرأي حق و ليس هبة أو صدقة، فقررت ممارسة حقي كمواطن في العالم الفعلي و أنا في قناعتي أنني مواطن الكتروني. أقول صوتي بكل حرية و لا أخاف من أحد ، و ان قمعت أو سجنت فهذا نيشان و وسام أعلقه على صدري، فالحرية أيها القارئ الكريم هي أسمى شيء في الوجود و هي غير وراثية انما تنتزع انتزاعا، فلا حرية عندما تكمم أفواهنا، و لا حرية عندما نرى الفساد بأم أعيننا و نسكت عنه، فالساكت عن الحق مواطن مغفل، و عندما نرى الدول العربية بمنظور الحرية نجدها في سلم ناقص مئة بالمئة، حتى الدول الغربية فقد دق ناقوس الحرية التي تدعيها ففي نظري لا توجد حرية في هذه المجتمعات لأنها تعتبر صدقة من عند الأنظمة المسيرة لهذه الشعوب... فأين هو الحل اذن. المواطن الالكتروني هو الحل الأنسب، فلنعبر عن أرائنا بكل حرية في عالم تسوده بعض الديمقراطية و السواسية، لا نخاف فيه من أحد، لأن عالم النت سلاح ذو حدين اما للتعبير عن الحق أو تدمير الأفكار و غسل العقول، في مقالي هذا لن أنتقد أحد و لن أقذف انما أطالب بحريتي و حق مواطنتي داخل عالم يسوده العدل و الأمان حتى و ان كان في الخيال.