أشرف والي سكيكدة السعيد أخروف، أوّل أمس، على وضع مخطط تنظيم النجدة الولائي لتمرين محاكاة حريق افتراضي بغابة جبل الزمان بإقليم بلدية بوشطاطة، حيز التنفيذ، والذي يندرج في إطار تفعيل مخطط تنظيم النجدة الولائي تماشيا مع المادة 47 من المرسوم التنفيذي 19/59 المؤرخ في 2 فيفري 2019، المحدد لكيفيات إعداد مخططات تنظيم النجدة، وتسييرها. وتنص هذه المادة على وجوب إجراء، على الأقل، تمرين محاكاة للأخطار السائدة بالولاية سنويا، قصد الوقوف على مدى استعداد وجاهزية مختلف مقاييس مخطط تنظيم النجدة الولائي، ومن ثمّة اختبار درجة الاستجابة لمختلف المقاييس أثناء وقوع الكارثة، ما يساهم في اكتساب خبرة للمتدخلين المعنيين، والرفع من درجة التنسيق بين مختلف الفاعلين، ناهيك عن اختبار القدرات والإمكانيات المادية والبشرية واللوجستيكية المحصاة في مخطط تنظيم النجدة لمختلف المقاييس؛ لمواجهة أي كارثة، إلى جانب معرفة دور ومهام كل من مركزي القيادة الثالث والعملياتي، ومنه اكتساب خبرة للمتدخلين، مع تدارك النقائص لمختلف المقاييس. وسيساهم ذلك، بشكل فعّال، في الرفع من قدرات التدخل أثناء مواجهة كارثة حقيقية، بما فيها قياس درجة فعالية الإنذار في إطار تنظيم مخطط النجدة الولائي، مع توسيع العملية للجمعيات، والمجتمع المدني بما يمكّنه هو الآخر من المساهمة في تنظيم عمليات الإغاثة. كما يهدف التمرين إلى تقييم قدرات مختلف الهيئات المتدخلة، وضمان التنسيق المحكم بين مختلف المقاييس، إذ سيمكّن من اختبار مدى فعالية ونجاعة مخطط تنظيم النجدة الولائي لسنة 2025، ناهيك عن غرس ثقافة الوقاية من الأخطار في مختلف شرائح المجتمع، خاصة السكان المحاذين للغابة. وتَمثّل السيناريو في حريق شبّ بغابة جبل الزمان ببلدية بوشطاطة بدائرة الحدائق، مع إمكانية انتشار ألسنة النيران إلى المناطق المجاورة للغابة والآهلة بالسكان. وخلال تمرين المحاكاة تمّ تسخير كل التعداد والعتاد لمكافحة الحريق، مع مشاركة أفراد الجيش الشعبي الوطني، والدرك والأمن الوطنيين، وأعوان محافظة الغابات، إلى جانب مختلف المقاييس حسب النصوص القانونية؛ كالكشافة الإسلامية، والهلال الأحمر الجزائري، وجمعيات، مع حضور كل من رؤساء البلديات ورئيس دائرة الحدائق المعنيين، ليُشرع، مباشرة، في عملية إخماد الحريق، مع إنقاذ العائلات المحاصَرة القاطنة بالقرب من الغابة، وتقديم الإسعافات للمواطنين ممّن تعرضوا لحروق واختناقات نتيجة استنشاق الدخان أو من يعانون من حالة إغماء وصدمة، وتجنيد فرقة الرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغابات لكل من الحماية المدنية، ومحافظة الغابات، وكذا تدخّل أفراد الجيش الوطني الشعبي، فيما أُعلن عن تسبب الحريق في إتلاف هكتارات من المساحة الغابية. وبعد إعلام والي الولاية بحجم الخسائر التي خلّفها الحريق وباقتراح من السيد مدير الحماية المدنية، قرر والي الولاية تفعيل مخطط تنظيم النجدة للولاية. فبعد ترؤّسه اجتماعا طارئا بمقر ديوانه، يقوم بتنصيب مركز قيادة ثابت على مستوى الولاية برئاسته، وبحضور جميع رؤساء المقاييس، وكذا تنصيبه مركز قيادة عملياتي تحت قيادة مدير الحماية المدنية للولاية، بحضور ممثلي رؤساء المقاييس بعين المكان، إلى جانب تنصيب نقطة عبور، يتم من خلالها توجيه كل العتاد إلى نقطة أو مكان الحادث، أو باتجاه قاعدة الإمداد التي يتمّ تنصيبها أيضا، ببلدية بوشطاطة، مع تنصيب مركز طبي متقدم به كل المعدات الطبية، إلى جانب احتوائها على خلية متابعة نفسية بها أطباء نفسانيون.