تشهد عشرات القرى التابعة لبلدية ايت يحيى في دائرة عين الحمام شرق تيزي وزو، عدة نقائص في جميع المجالات جعلت من قاطرة التنمية تتوقف بها منذ عهد الاستقلال، حيث بقي النمط المعيشي للعائلات كما توارثته عن أجدادها منذ عقود. مازالت العائلات في أغلب قرى بلدية ايت يحيى تواجه مشقة الحياة ومصاعبها بالطرق التقليدية التي كانت عليها قبل عقود من الزمن، حيث يعتمد السكان أو بالأحرى النساء والأطفال على مياه الآبار والينابيع لإيصالها على رؤوسهم أو ظهورهم من مسافات بعيدة الى المنازل وذلك لغياب مياه الحنفيات فيها وحتى استحالة الاعتماد على الصهاريج التي لا يمكنها الدخول الى القرى لصعوبة مسالكها وضيقها الشديد لكونها منحدرات صخرية صعبة، فتقوم النسوة بجلب الماء لجميع الاستعمالات ورغم صعوبة فصل الشتاء في المناطق الجبلية، إلا أن الأمطار تمثل نعمة على النساء، حيث يقمن بوضع دلاء لملئها وجمع مياه الأمطار فيها من اجل الغسل والاعتماد على مياه الينابيع للشرب فقط، حيث تريحهن ولو لمدة قليلة هذه الأمطار من تعب التنقل وجلب الماء نال ذي تصعب مهمته في الصيف نظرا لجفاف الينابيع. لذا يطالب السكان بتوسيع شبكة الماء الشروب وتجديدها في القرى التي تآكلت فيها هذه الشبكة، من اجل إراحة العائلات من كابوس البحث عن الماء الشروب طيلة فصول السنة. كما طالب السكان بتوسيع شبكة الربط بالغاز الطبيعي كون هذه البلدية من ضمن آخر البلديات التي لم يتم ربطها بعد بالغاز الطبيعي رغم الحاجة الماسة إليه في فصل الشتاء، الذي مر هذه السنة هو الآخر دون تنعم العائلات بدفئه وكابوس البحث عن الحطب في غابات المنطقة وكذلك قارورات الغاز، التي يستثمر السماسرة في حاجتهم إليها، برفع أسعارها الى مستويات غير معقولة. ومن جهة أخرى يشكو السكان غياب النقل من والى القرى، حيث من لا يملك سيارته الخاصة يضطر الى الاعتماد على جيرانه او سيارات الفرود التي لا تتوفر هي الأخرى نظرا لعزلة القرى وبعدها ما يجعل العائلات في مأزق كبيرة خاصة في الحالات المستعجلة كحالات المرض او الحوادث المنزلية وحتى الحوامل، لذا يطالبون مديرية النقل والسلطات المحلية بالتدخل القريب من اجل توفير خط نقل يعمل ما بين البلدية وقراها التي تشكو هذا النقص. كما تشهد طرقات أيت يحيى حالة من الاهتراء والتدهور خصوصا بعد تساقط الأمطار، حيث انزلقت الكثير منها لدرجة أغلقت في وجه حركة المرور، ما جعل السكان يعبرونها بحذر شديد نظرا للخسائر التي تتسبب فيها لسياراتهم. ومن جهتهم شباب هذه القرى يشتكون من غياب المرافق الموجهة إليهم سواء الرياضية أو الترفيهية، حيث تغيب الملاعب الجوارية والقاعات الرياضية حيث يضطرون الى التنقل الى الدوائر المجاورة وحتى الى عاصمة الولاية من اجل ممارسة هواية ما، ما جعل الكثير منهم رهينة للضياع والتسكع خاصة مع غياب فرص الشغل في هذه المنطقة التي تشكو من غياب العقار بحدة كبيرة.