ستّة أنواع من التجاوزات تفسد الحملة الانتخابية تبدو (فوضى الملصقات) أمرا هيّنا جدّا إذا قيس بالاعتداءات التي تعرّض لها الصحفيون الذين رافقوا عبد المالك سلاّل ممثّل المترشّح عبد العزيز بوتفليقة إلى بجاية، وهي الاعتداءات التي تعدّ أخطر تجاوز شهدته الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية المقرّرة يوم الخميس القادم، وتقدّر تجاوزات حملة الرئاسيات بالعشرات تتراوح بين النشر العشوائي للملصقات والاعتداء على الأشخاص والممتلكات. يُصنّف متتبّعون تجاوزات الحملة الانتخابية للرئاسيات إلى ستّة أصناف على الأقل أفسدت أجواء الحملة الانتخابية التي تقترب من نهايتها، الأوّل يتعلّق بالنشر العشوائي للملصقات، الثاني بالشتائم والمزايدات الكلامية التي يطلقها بعض المترشّحين وممثّلهيم ومعارضيهم، الثالث بقيام مجموعات من الأشخاص بالحيلولة دون تنظيم تجمّعات انتخابية، الرّابع استخدام الأطفال والقصّر في الحملة الانتخابية، الخامس استخدام وسائل الدولة في بعض التجمّعات والسادس الاعتداء على الأشخاص والممتلكات مثلما حصل في بجاية يوم السبت الماضي. وفي هذا الخصوص، تلقّت اللّجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات الرئاسية 123 إخطار منذ بداية الحملة الانتخابية إلى غاية الثلاثاء معظمها متعلّق بالنشر العشوائي للملصقات تمّ الفصل في 108 منها، حسب ما كشف عنه نائب رئيس اللجنة خليفي عبد الوافي. وأوضح السيّد خليفي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أنه منذ بداية الحملة الانتخابية تلقّت اللّجنة (123 إخطار تمّ الفصل في 108 منها فيما أحيل 18 إخطارا للمداولة من قِبل أعضاء اللّجنة للفصل فيها)، مشيرا بالمناسبة إلى أنه تمّ تسجيل (3 إخطارات خلال فترة الترشيحات)، وأضاف أن الإخطارات التي تلقّتها اللّجنة تتعلّق بعدّة تجاوزات معظمها تخص (النشر العشوائي للملصقات الإشهارية) المتعلّقة بالحملة الانتخابية، إضافة إلى (عدم حياد الإدارة) و(عدم الإنصاف من قِبل وسائل الإعلام). كما يتعلّق الأمر أيضا ب (الوقائع الجزائية) مثل (الاعتداءات على الأشخاص) على غرار (أحداث بجاية) التي تسبّبت في إلغاء التجمّع الذي كان من المقرّر أن ينشّطه السبت الماضي عبد المالك سلاّل مدير الحملة الانتخابية للمترشحّ الحرّ السيّد عبد العزيز بوتفليقة. وتلقّت اللّجنة أيضا إخطارات متعلّقة باستعمال المترشّحين أو ممثّليهم للكلام غير المناسب خلال تنشيط تجمّعاتهم الشعبية، حسب المتحدّث. وكانت اللّجنة قد فصلت إلى غاية يوم الأحد في 90 قضية معظمها مرتبطة ب (النشر العشوائي للملصقات الإشهارية) من ضمن 98 إخطارا تلقّته، حسب ما كشف عنه رئيسها الهاشمي براهمي. وتتوالي هذه الأيّام عبر مختلف ولايات القطر الوطني حملات إلصاق صور المترشّحين للانتخابات الرئاسية من طرف ممثّليهم واقتلاعها من قِبل معارضيهم وأنصار المقاطعة. ويأتي تكثيف حملة إلصاق الصور (كإجابة سلمية) على أنصار مقاطعة الانتخابات الرئاسية الذين يقومون باقتلاع أو تشويه صور المترشّحين بواسطة الطلاء. والملاحظ أن حملة إلصاق صور المترشّحين لرئاسة الجمهورية، لا سيّما علي بن فليس وعبد العزيز بوتفليقة وبلعيد عبد العزيز والسيّدة لويزة حنّون استعادت حركيتها في الأيّام الأخيرة بعد بداية محتشمة، كما أن المعارضين لإجراء هذه الانتخابات ضاعفوا من جهودهم لمحو كلّ أثر يتعلّق بهذه العملية. ويبدو أن أنصار بعض المترشّحين وجدوا (الحلّ) لإبطال محاولات أنصار المقاطعة، حيث يستغلّون كلّ الفضاءات الشاغرة لإلصاق أكبر عدد ممكن من صور مترشّحهم في أماكن عالية، آملين في أن ينجو عدد منها من أيدي الممزّقين. وأعرب في هذا الصدد ملصقو الصور عن تأسّفهم للّجوء إلى هذه (الحيلة) واختراق التنظيم المعمول به لتنشيط حملتهم الانتخابية. تجدر الإشارة إلى أن صور بعض المترشّحين، على غرار علي بن فليس وبلعيد عبد العزيز ولويزة حنّون أضحت نادرة في بعض المواقع كونها تعرّضت للتمزيق أو ألصقت فوقها صور منافسيهم، فيما غابت صور علي فوزي ربّاعين.