وصف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الهجوم الامريكي والاوروبي على زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان بانها استفزازية. وتساءل بري في حديث الى صحيفة "القدس العربي" نشر امس الاثنين: "هل تريدون أن تكون أمريكا أكرم منا في لقاء نجاد الذي زار جامعة كولومبيا وألقى خطابا تناول المحرقة واستغلالها لتبرير الاساءة للشعب الفلسطيني؟". ولفت بري الى ان "جميع الفئات اللبنانية شاركت في استقبال الرئيس الايراني"، مشددا على "احترام الرئيس الايراني لجدول المحادثات"، شاكرا "لايران الاستعداد غير المشروط لتسليح الجيش اللبناني". واضاف رئيس مجلس النواب اللبناني: "ان ايران عندما كانت في السابق صديقة لاسرائيل لم تكن هناك مشكلة لدى الغرب اما اليوم برأيهم اصبحت تشكل خطرا على العرب". واشار بري الى أن "قصة عداء العرب مع ايران والحديث عن الهلال الشيعي هي سياسية بإمتياز"، منبها أن "التمذهب يستعمل لهذا الموضوع الذي برزت تجلياته في العراق". وذكر بري بان "شيخ الازهر قال أن ليس هناك قرآنان عند المسلمين بل قرآن واحد"، محذرا من "الانسياق نحو التناحر الطائفي والمذهبي بين اللبنانيين لان في ذلك ضياع والغاء لبنان". وأكد بري ان البعض يعوّل على المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري والقرار الظني المنتظر عنها كي يوقع الفتنة في لبنان، مشيرا الى "عدم الاستسلام للفتنة". كما أكد بري عدم الاستسلام للفتنة التي يريد البعض ان ينشرها في لبنان، لافتا الى ان "العدو الاسرائيلي يرى في الفتنة في لبنان فرصة عمره". وأشار بري الى ان "وقوع الفتنة في لبنان امر صعب بوجود 362 الف زواج مشترك بين الشيعة والسنة"، وقال: "إن كل مسلمي لبنان مليونان أو مليونان ونصف وهذا يعني أن لدينا النصف أقارب". وشدد بري على انه "ايا كانت المساعدة والتعاون العربي فإن الحل يبقى لبنانياً"، مشيرا الى ان "بعض السفراء يسألون عن ردة الفعل المرتقبة بعد صدور القرار الظني"، لافتا الى ان "هذا اكبر دليل على تسييس المحكمة". وفيما دعا الرئيس بري "اللبنانيين الى الوحدة في ما بينهم"، اشار الى ان "الاجواء المتشنجة في البلد اسبابها خارجية بعضها يأتي من الاراضي المحتلة والآخر مستغرب يأتي بسبب التناحر الطائفي والمذهبي في العراق". وكان نجاد اختتم زيارته إلى لبنان مساء الجمعة بلقاء مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مقر السفارة الإيرانية في بيروت تم خلاله استعراض الأوضاع العامة على مختلف الصعد. وقدم نصر الله للرئيس الإيراني "بندقية أحد الجنود الإسرائيليين كان الحزب قد غنمها في حرب يوليو 2006 كهدية عربون وفاء وشكر". وكانت المحطة الأخيرة لاحمدي نجاد الخميس في الجنوب حيث أقيم له استقبال شعبي حاشد بدعوة من حزب الله في بنت جبيل وقانا على بعد كيلومترات قليلة من إسرائيل، فيما سارعت مروحيات الاحتلال للتحليق فوق المناطق الحدودية. وكرر أحمدي نجاد مواقفه من الدولة العبرية مهنئا الجنوبيين على الصمود في وجهها ومتنبئا بزوالها. وكان نجاد قد استقبل بحفاوة شعبية ورسمية بالغة الاربعاء، حيث اصطف الالاف من الشيعة اللبنانيين في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت لاستقباله، ورفعت الاعلام الايرانية والملصقات والبالونات والرايات المرحبة بالرئيس الضيف على طول الطريق الرئيسي من مطار بيروت الى القصر الرئاسي. واغلقت معظم المدارس في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله واصطف العشرات من عناصر حزب الله بمرافقة الجيش اللبناني على طول الطرقات المؤدية الى القصر الرئاسي. وانتهز نجاد فرصة زيارته الرسمية الاولى للبنان ليطمئن الحكومة اللبنانية بان بلاده ستقف بجانب بيروت في مواجهة اعتداءات اسرائيل، مجددا استعداد ايران لتقديم المساعدات العسكرية التي يطلبها لبنان، متى يشاء. وقال نجاد: "ايران ستقف دائما الى جانب الدولة اللبنانية ولن تتخلى عنها.. نحن طبعا سنساعد الدولة اللبنانية ضد العدوان الذي يكون دائما من قبل اسرائيل وهذا سيكون لصالح الدولة اللبنانية والمنطقة". ووقع الرئيسان نجاد وسليمان على اكثر من 15 اتفاق ومذكرة تفاهم في المجالات الاقتصادية والتجارية والتقنية لاسيما في مجالات الزراعة والاتصالات والصحة والبيئة والتعليم والسياحة والرياضة والطاقة والمياه.