تشتكي العائلات المتبقّية في حي (حفاف) القصديري الموجود بمدينة واضية جنوب ولاية تيزي وزو، من قساوة العيش تحت أسقف هذه السكنات الهشّة التي تعقّدت وضعيتها أكثر خلال الأمطار وحتى الرّياح التي عرفتها تيزي وزو في اليومين الأخيرين، حيث تتشكّل أسقف هذه الأكواخ من القصدير والبلاستيك الذي عجز عن الصمود في وجه الرّياح العاتية التي عرّت الأسقف وتركت العائلات في العراء. أكّد أحد أرباب الأسر المتبقّية في هذا الحي الذي يعدّ بؤرة تنذر بكارثة إنسانية، أن الحي إن صحّت تسميته هكذا يشكو غياب أدنى الضروريات من مياه صالحة للشرب والكهرباء التي تمّ قطعها عنهم، ناهيك عن غياب قنوات الصرف الصحّي، ما يجعل المياه القذرة تسير في العراء لتغرق بذلك المكان في روائح تشمئزّ منها النفوس، ناهيك عن تكاثر الجراثيم والميكروبات الضارّة. وتساءلت هذه العائلات عن حقّها في السكن والعيش الكريم مثلها مثل العائلات التي كانت تسكن في الحي، وكذا السكنات القصديرية في البلدية، حيث تمّ ترحيل الكثير ممن كانوا يقطنون في هذا الحي إلى سكنات اجتماعية وأقصيت هذه العائلات من الاستفادة من السكن، وبعد آخر عملية ترحيل تمّ قطع الكهرباء والماء عنه، ما جعل العائلات في رحلات البحث عن الماء للغسل والشرب والاعتماد على الشموع، خاصّة وأن العدّاد الوحيد الذي تبقّى ينذر بكارثة في هذا الحي نظرا للضغط الموجود عليه، حيث كادت شرارة كهربائية تبيد تلك عائلات خلال الشتاء المنصرم. السلطات المحلّية أكّدت أنها غير مسؤولة عن الوضعية الصعبة التي تعيشها تلك العائلات لأنه تمّ ترحيل جميع السكان الذين حطّوا بالحي حقّا بعد الاستقلال، إلاّ أن هذه العائلات اقتحمت بعض السكنات القصديرية قبل أن تقوم السلطات بتهديم ما خلّفه السكان السابقون وقاموا بالسكن فيها بغرض الحصول على سكن اجتماعي فيما بعد. ولأنه لم يتمّ إحصاء هذه العائلات في الفترة التي أحصت فيها السلطات عدد العائلات التي تسكن في الأحياء القصديرية والسكنات الهشّة فإن البلدية غير مسؤولة عن هذه الوضعية الصعبة التي تعيش فيها العائلات المذكورة.