سكنات هشة وسط بيئي غير صحي، وغياب أدنى ضروريات العيش الكريم، هي الوضعية التي تعيشها عائلات حي بودربالة القصديري الواقع على مستوى بلدية السويدانية بالعاصمة.أعربت العائلات القاطنة بحي بودربالة الفوضوي عن تذمرها الشديد نتيجة الوضعية المزية التي يتخبطون فيها في بيوت أقل ما يقال عنها أنها لم تعد صالحة لإيواء البشر، تم إنشاءها بطريقة فوضوية بحثا عن الأمن والاستقرار بعد أن ضاقت بهم السبل في الحصول على سكن لائق، إلا أنهم اصطدموا بواقع اجتماعي مزري كابدوا فيه المعاناة اليومية بسبب غياب أدنى متطلبات العيش الكريم في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة والقاسية، حيث تحولت حياتهم إلى جحيم لازمهم سنوات طويلة، أمام تجاهل السلطات الوصية طلباتهم المتكررة بخصوص انتشالهم من جحيم القصدير وترحيلهم إلى سكنات لائقة وانتهاجها سياسة الصمت و اللامبالاة، مكتفية بإطلاق الوعود المتكررة دون أن تتجسد على أرض الواقع.وتعيش العائلات التي تتقاسم مرارة الحياة منذ سنوات، جراء غياب أدنى شروط الحياة ببيوت بُنيت من الزنك الذي أضحى يشكل خطرا على صحتهم خاصة وأنها عبارة عن بقايا حديدية صدئة وحادة، وأشار السكان أن هذه البيوت لم تعد صالحة للسكن حيث بات قاطنو الحي يواجهون خطرا حقيقيا بسبب التدهور الرهيب الذي تعرفه الجدران والأسقف، في ظل مساهمة العوامل الطبيعية والتقلبات الجوية في تدهور الوضع، ذاكرين في سياق حديثهم الرطوبة التي كانت مصدر للعديد من الأمراض التنفسية والصدرية، ناهيك عن الحرارة المرتفعة التي تعرفها تلك البيوت القصديرية إلى جانب انتشار النفايات والأوساخ التي باتت تطبع ديكور الحي اليومي مواصلين سرد معاناتهم، حيث أفادوا أن غياب قنوات صرف المياه من أبرز المشاكل التي يعاني منها الحي والتي ينجر عنها سيلان المياه القذرة بين أزقة الحي التي تتسبب في انتشار البعوض والذباب والحشرات، ناهيك عن تلك الروائح الكريهة التي تقبض الأنفاس وتعود بالسلب على الصحة العامة.وأشار السكان أنهم يعانون من مشكل آخر كباقي الأحياء القصديرية وهو من غياب الكهرباء وهذا ما دفع بتلك العائلات إلى إيصالها بطريقة فوضوية ما أضحى يشكل خطرا على حياتهم، خاصة وأن تلك الأسلاك الكهربائية المربوطة بطريقة فوضوية من شأنها أن تتسبب في كارثة بالحي في أي وقت، مع غياب الإنارة العمومية بالحي، ماجعلته يغرق في الظلام الدامس والتي جعلت منه مكانا غير آمنا كما عرقلت حركة سيرهم بالليل، وهو ما يتسبب في تعرضهم للاعتداءات والسرقات من طرف بعض الشباب المنحرف الذين يغتنمون فرصة غياب الإنارة من أجل الاعتداء على سكانه والأمر الذي زاد من جرعة معاناتهم.وعليه يجدد سكان الحي مناشدتهم للسلطات الوصية من أجل الإسراع في الإفراج عن القوائم السكنية، وترحيلهم إلى سكنات لائقة تضمن لهم شروط العيش الكريم.