لا تزال العائلات المقيمة بالسكنات الفوضوية ببلدية بني مسوس ، تنتظر من السلطات المحلية تسوية وضعيتها في إطار جهود الدولة في القضاء السكنات الهشة على مستوى الجزائر العاصمة ، بحيث تعيش هذه العائلات ظروفا مزرية بموقع سعد حسان الذي يضم المئات من البيوت القصديرية. ويعتبر هذا الحي الفوضوي من بين الأحياء القصديرية التي يعيش سكانها في ظروف معيشية قاسية تفتقر لأدنى شروط العيش الكريم، بفعل هشاشة بيوتهم التي أصبحت مرتعا للأمراض والأوبئة كونها لا تقي من برد الشتاء وحرارة الصيف ناهيك عن الربط العشوائي للكهرباء والماء مع غياب قنوات الصرف الصحي فيه وهذا منذ بداية التسعينيات في العشرية السوداء التي عرفت فيها الجزائر ظروفا أمنية صعبة، بالموازاة مع أسباب اجتماعية متعددة من بينها أزمة السكن، وهو ما دفع العائلات المقيمة بهذا الموقع إلى استغلال توقف احد المشاريع السكنية فيه والتوسع في أرجائه حتى تشكل هذا الحي الفوضوي. وفي هذا الصدد، تحدثت بعض العائلات لأخبار اليوم على مشكل عدم امتلاكهم للعقود الملكية للسكنات التي يقطنون بها منذ 30 سنة، مع العلم أن هذه البيوت عبارة عن أكواخ شيدت بطريقة فوضوية لجأت لها العائلات هروبا من شبح التشرد والمبيت في الشارع وقد وجّه سكان الحي السالف الذكر بالعديد من الشكاوي والمراسلات المتكررة للجهات الوصية من أجل تزويدهم بالعقود الملكية أو ترحيلهم لسكنات جاهزة تضمن لهم العيش الكريم، بعدما أصبحت مساكنهم لا توفر لهم الراحة والأمان إلا أن مطالبهم وانشغالاتهم ذهبت أدراج الرياح حسب تعبيرهم وخلال جولة قادت أخبار اليوم إلى موقع هذه البيوت ببني مسوس وقفت على الأوضاع الكارثية التي تواجهها هذه العائلات بالحي جراء غياب النظافة في ظل تسرب و انتشار المياه القذرة بجميع أرجاء الحي والتي تنذر بحدوث كارثة بيئية حتمية، الشيء الذي جعل السكان يتخوفون من انتشار الأمراض والأوبئة أوساطهم مع العلم أن عدد العائلات المقيمة بحي سعد نحو 53 عائلة تقيم منذ 30 سنة في ظروف جد مأساوية تغيب فيها جميع الشروط اللازمة للحياة الكريمة ناهيك عن غياب التهيئة الحضرية بشكل كلي بدءا بالطرقات التي تشهد تدهورا كبيرا إضافة لانعدام قنوات الصرف الصحي، والمياه الصالحة للشرب التي تعرف انقطاعات كبيرة، والتي تجبر العديد من السكان جلب قطرة الماء من الأحياء المجاورة وأمام هذه الوضعية المتردية والمزرية للغاية يطالب سكان الحي القصديري بحي سعد ببني مسوس التدخل الفوري للسلطات لانتشالهم من الحياة البدائية التي يعشونها وهذا بالتعجيل في ترحيلهم أو منحهم عقود ملكية حتى يتسنى لهم انجاز مساكن لائقة تقيهم من برودة الشتاء القارص وحر الصيف والعيش حياة طبيعية كباقي المواطنين الجزائريين بكرامة.