يعتبر الفشل في الحياة أو في مرحلة ما منها، أهم دافع لدى نسبة كبيرة من الأشخاص في ولوج عالم المخدرات، فالفشل وعدم تحمل النتيجة يقودهم للوقوع فريسة هذا العالم المظلم، ولقد وقفت (أخبار اليوم) على حالات لشباب لم يتحملوا وقع الفشل في حياتهم خاصة في المشوار الدراسي وبالذات مرحلة البكالوريا، فانساقوا في انهيار عصبي أدخلهم عالم الإدمان والموت البطيء من أوسع أبوابه! تعدّ المخدرات من أخطر الآفات الاجتماعية التي شغلت المجتمع والمشرع الجزائري في الآونة الأخيرة خاصة وأن متعاطيها أصبحوا يرونها مصدرا للسعادة والهروب من الواقع الذي يعيشون فيه غير مبالين بالعواقب، فهي قد تُسعدهم لدقائق وساعات لكنها ستأخذ من حياتهم وصحتهم سنوات، إلى جانب ازدراء المجتمع لهم. المخدرات أو ما تسمى بالموت البطيء داء خطير له أثر مدمر على الفرد وبمجرد الحديث عنه تتأسف له الضمائر الحيّة على ما آلَ إليه شبابنا اليوم، و(ف.ح) صاحب 25 ربيعًا من إحدى العينات التي جرفها تيار هذا السّم وهو لا يزال طالبا في الثانوية، كانت بداياته الأولى مع عالم المخدرات حين لم يُوفّق في نيل شهادة البكالوريا معتقدًا بأن أبواب مستقبله أقفلتْ لحظة ظهور النتيجة ما جعل العالم ينهار بأعينه، وعوض التقبّل التجأ مباشرة إلى حضن من لا رحمة لها مدفوعا من طرف البعض من أصدقاء السوء، فكانت رحلته معها مبتدئة بجرعة بسيطة ثم زيادة فيها إلى أن أصبح جسمه لا يقوى على السكون إلا إذا تذوق من سمّ هذا المستنقع وما زاد من معاناته كشاب غياب دور الأهل وخاصة الأب فعوض احتضانه لانتشال هذا الألم منه صدّ بالنبذ من طرفهم، مما جعلوه أشبه بعالة طالت أخلاق عائلتهم ووجوده ببيتهم غير مرغوب فيه بتاتا، ما جعله يكبّل أكثر في شراكها! تابع (ف) قصة معاناته والندم يعصر ما فاته بسبب بداية لذة كانت نهايتها هدّامة، باصمًا على قوله بأن اعتقاده كان خاطئا فعوض تقبله للخيبة بشجاعة فتح أبواب جهنم على نفسه وها هو يتحسر على ماضيه ويحترق على ضياع مستقبله. ويبدو أن بلاء المخدرات لا رادع له سوى الثقة بالله ثم بالنفس حتى لا يضيع الفرد في هذا المستنقع القذر كما ضاع (ف) وكثيرون من أمثاله، كما أن وقوف الأهل مع الشاب والمراهق في مرحلة رسوبه المدرسي من أجل مساعدته على تجاوز هذه العقبة بنجاح وإعادة رسم معالم مستقبله بتجربة أخرى، فالحياة كلها تجربة مرة لك ومرة عليك.