قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا..). ولذلك فللمسجد الأقصى مكانة خاصة لدى المسلمين يزورونه من مختلف القارات والدول والأماكن. ومع ذلك فإن الاحتلال الصهيوني البغيض الذي جثم على الديار المقدسة منذ ستين عاما أو يزيد يمنع أهالي القدس من زيارة الأقصى ويضع شروطاً على عمر المصلين الذين يسمح لهم بالدخول، ويضع الحواجز والدوريات على جميع الطرق المؤدية للأقصى لمنع المصلين غير المسموح لهم من الدخول.. ولكن سكان القدس وغيرها من المدن العربية الذين يقصدون الأقصى للصلاة.. وخاصة يوم الجمعة والأعياد لا يرضخون لتعليمات العدو ويصطدمون معه في مواجهات عنيفة أحياناً ليتمكنوا من الدخول.. مما يسفر أحياناً عن إصابة وجرح عدد منهم وعدم تمكنهم من الدخول.. فيضطر بعضهم للصلاة خارج الحرم اعتماداً على مكبرات الصوت التي تنقل لهم الصلاة فيستمعونها وهم خارج الحرم. هذا الوضع يخالف كل الشرائع والمواثيق الدولية. فحرية العبادة مضمونة في مبادئ حقوق الإنسان الدولية وفي كل المواثيق والمعاهدات حتى ظل كل احتلال أجنبي لأي بلد كما هو واقع في القدس. فالاحتلال الصهيوني للقدس الشرقية هو احتلال أجنبي لأن القدس الشرقية جزء من الضفة الغربيةالمحتلة ولا تسري عليها السيادة الصهيونية رغم القانون الصادر عن الكنيست الصهيوني. ولأن الأممالمتحدة ومعظم دول العالم أعلنت صراحة رفضها قرار ضمن القدس الشرقية واعتبار القدس عاصمة للدولة اليهودية.. مما يجعل هذا القرار المرفوض دولياً وعربياً وفلسطينياً وإسلامياً باطلاً ولا يلزم الفلسطينيين أصحاب الأرض والأقصى. ولذلك تقع المواجهات بين الفلسطينيين والصهاينة في كل مرة تحاول قوات الاحتلال منع المصلين المسلمين العرب من الوصول إلى الأقصى. والغريب في الأمر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الغرب لا تفعل شيئاً حتى مجرد الاستنكار للإجراءات الصهيونية. ولو أن العرب في أي مكان منعوا يهودياً من الصلاة في كنيس مقام في إحدى الدول العربية لقامت الدنيا ولم تقعد لهذا التصرف. فالغرب عامة.. والولاياتالمتحدة خاصة.. محكومة بالنفوذ الصهيوني ولا تملك مخالفته أو تجاهل مصالحه. وإلى أن يتمكن العرب والمسلمون من توحيد دولهم أو جهودهم على الأقل لإرغام الآخرين على احترام مصالحهم سيبقى الحال على ما هو عليه.. والله المستعان..