يعرف الحي القصديري جبل أبو ليلة المحاذي لمتحف الثقافة ووزارة الدفاع الوطني بطقارة، والتابع لبلدية الابيار هذه الأيام حالة من الغليان والترقب بين سكانه وقاطنيه من خلال اللقاءات اليومية التي يعقدونه كل أمسية بغرض النقاش حول نوايا السلطات المحلية وقراراتها المنتظرة تجاه الحي وسكانه وذلك من خلال التساؤل المستمر حول إمكانية ترحيلهم إلى شقق لائقة في اقرب الآجال خصوصا بعد عملية الترحيل الأخيرة لسكان واد قريش وديار الكاف. وحسب السكان فان اللقاءات التي تثار كل مساء بالحي والأحاديث المتداولة بينهم كلها استياء من تماطل السلطات في الإفصاح عن أي جديد بشأن ترحيلهم من عدمه، وعلامة التساؤل والاستفهام حول مصير أكثر من 400 عائلة، وهذا ما وقفت عليه "أخبار اليوم" أثناء تنقلها إلى عين المكان حيث التقت السكان الغاضبين الذين يترقبون نشرات الأخبار وأي جديد عن وضعيتهم، ويهددون في حالة عدم استفادتهم من السكنات كباقي سكان البيوت القصديرية المجاورة، وأكد البعض من القاطنين على قرارهم القيام بقطع الطريق الرئيسي الرابط بين البريد المركزي وبن عكنون والإضراب عن الطعام والبعض الآخر التهديد بإضرام النار في أجسادهم أمام مرأى من المسؤولين. و حسب تعبير محدثينا فانه في الوقت الذي تتخبط فيه عائلات في وضعية كارثية للغاية، وتتقاسم الحياة مع الجرذان والزواحف وكل أنواع الحشرات الضارة وتتجرع في المكان كل أنواع المعاناة نظرا لافتقاره لأدنى ضروريات العيش الكريم، فان انشغالاتهم ومطالبهم يضرب بها عرض الحائط، وهي الوضعية المتواصلة منذ الخمسينيات بكل أشكال الغبن والذل المتمثلة في اكتظاظ العائلات داخل الأكواخ الصفيحية الشبيهة بخم الدجاج والمتميزة بحرارتها المرتفعة خلال الصيف وشدة برودتها وكثرة تسربات المياه عبرها خلال الشتاء، يضاف إليها انتشار الأمراض والحساسية داخلها نتيجة الرطوبة الخانقة، وانعدام النظافة الناتجة عن انتشار الأوساخ المنزلية، والمياه المستعملة المتعفنة مع الغياب التام لقنوات الصرف الصحي، أو الاعتماد على المراحيض التقليدية كتشييد المطامير داخل المنازل الفوضوية. ويقول السكان أن انقضاء فترة الباكالوريا التي توقفت بموجبها قرارات الترحيل طرحت من جديد فكرة اللجوء إلى الاحتجاج داخل أوساط العائلات ودفعتهم إلى التهديد بقطع الطريق مثلما كان مخططا له قبل انطلاق عمليات الترحيل يقول السكان التي اثنتهم عن الاحتجاج والانتظار أن تتحقق وعود الترحيل التي طالما تلقوها من طرف السلطات المحلية كان آخرها صائفة العام الفارط أين عمدت مصالح البلدية إلى إحصاء قائمة السكان الموجودين. ويتساءل السكان عن مصير الأكواخ القصديرية الواقعة بين أماكن حساسة من المفروض أن تكون الأولوية لها في عملية الترحيل إضافة إلى أن هذه البيوت القصديرية تعد من بين أقدم البيوت القصديرية في العاصمة التي تعود إلى عهد الخمسينيات. وقال السكان أن العائلات المقدرة بأكثر من 400 عائلة استوطنت الحي منذ 55 سنة كثيرا ما تنوي الاحتجاج من خلال قطع الطريق السريع الرابط بين البريد المركزي وبن عكنون غير أنها تتراجع بعد الآمال والتطمينات المقدمة من طرف مصالح البلدية كان آخرها قبل انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا وكأس العالم ولحد كتابة هذه الأسطر لم تظهر أية ملامح على الاستفادة من عملية الترحيل وعبر صفحات "أخبار اليوم" يرفع سكان حي جبل أبو ليلة ندائهم إلى السلطات المحلية والعليا لتحقيق وعودها بترحيلهم إلى سكنات لائقة ترفع عنهم الغبن وويلات الذل داخل بيوت هشة آيلة للسقوط وتنعدم فيها كل وسائل الراحة والحياة الكريمة.