شنت فعاليات سياسية وجماهيرية حملة ضد زيارة رئيس النظام الانقلابي في مصر عبد الفتاح السيسي إلى الجزائر التي قضى بها، أمس الأربعاء، بضع ساعات في خرجته الأولى بعد انتخابه رئيسا للنظام المصري، إثر انتخابات منزوعة المصداقية، وبرّر رافضو زيارة السيسي موقفهم بكونهم لا يرحبون برجل تلطخت أيديه بدماء الأبرياء.. وتحت شعار "لا مرحبا بالسيسي في أرض الجزائر"، أطلق نشطاء على بعض مواقع التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية تعبر عن رفض كثير من الجزائريين للزيارة التي قادت كبير الانقلابيين المصريين إلى بلادنا، أمس، مذكّرين بالجرائم والمجازر التي ارتكبها منذ انقلابه على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، ومشددين على أن رجلا تلطخت يداه بدماء الأبرياء من أنصار الشرعية وغيرهم "لا يمكن أن نرحب به". كما أجمع سياسيون على اعتبار زيارة عبد الفتاح السيسي للجزائر في هذا التوقيت بالذات غير مرحب بها، مشددين على أنه كان أولى بالسيسي أن يغسل يديه من دماء المصريين قبل التفكير في زيارة الجزائر، واعتبر بعضهم زيارة السيسي إهانة للجزائر.. "حمس": "زيارة السيسي إهانة لبلد المليون ونصف مليون شهيد" عبرت حركة مجتمع السلم، حمس، عن عدم ترحيبها بزيارة السيسي المسؤول الأول على الانقلاب على الرئيس المنتخب في مصر الشقيقة، مستغربة استقبال جزائر الشهداء لهذه الشخصية وما تمثله من توجه محلي وإقليمي، خاصة وأن الاتحاد الافريقي الذي تعد الجزائر إحدى أبرز دوله أدان الانقلاب. وأكدت الحركة في بيان لها أن النظام المصري أصبح شبه معزول دوليا بسبب ممارساته الاستبدادية واللاديمقراطية وآخرها الحكم على الصحفيين بأحكام سجن تصل ل 10 سنوات، معتبرة الاستقبال أو الزيارة لا تشرف الشعب الجزائري وتطرح المزيد من الأسئلة حول مصداقية الدبلوماسية الجزائر إقليميا ودوليا حسبها خاصة وأنها تصدرت لسنوات المشهد الإفريقي فيما يخص الحكم الراشد وكثير من القرارات التي تدين الانقلابات والنظم العسكرية قد صدرت في لقاءات الاتحاد الإفريقي بالجزائر. وأوضحت مجتمع السلم في بيانها وقوفها إلى جانب الشعب المصري حتى عودة الديمقراطية والحريات لمصر التي تعج سجونها بسجناء الرأي والصحفيين والقيادات السياسية. النهضة: "زيارة السيسي استفزاز.." قالت حركة النهضة، "إن دعوة رئيس جمهورية مصر العربية، عبد الفتاح السيسي، لزيارة الجزائر ارض المليون ونصف المليون شهيد بمثابة تحدي واستفزاز لمشاعر الشعب الجزائري الذي رفض بفطرته السليمة ما أقدم عليه ممثل النظام العسكري الدموي الانقلابي بالشعب المصري. وأكدت حركة النهضة في بيان لها أمس وقعه أمينها العام محمد ذويبي، أن إقدام السلطة الجزائرية على استقبال السيسي فوق ارض الجزائر باسم مؤسسات الدولة الجزائرية هو "طعن في قيم الثورة التحريرية المباركة وتملص من المواقف الثابتة للدولة الجزائرية في مناصرة قيم الإنسانية وقضايا الشعوب العادلة. وأوضحت الحركة، أن هذه الدعوة تؤكد أن هناك هوة كبيرة زادت اتساعا بين السلطة الحاكمة بالجزائر وخياراتها "المشبوهة" وبين الشعب الجزائري وطموحاته وقيمه وخياراته، وأشارت إلى أن هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات تنم على أن هناك "أجندة مشبوهة" وجب على السلطة أن تصارح بها شعبها قبل أن يسمعها من الخارج. بن عبد السلام: "لا للتخلي عن مصر" اعتبر جمال بن عبد السلام رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الى الجزائر تندرج في اطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحا أن الدولة الجزائرية وجب عليها أن تعمل على مساعدة مصر في تجاوز وتخطي الأزمة التي تتخبط فيها منذ ثلاث سنوات على الأقل، اضافة الى تكتل جميع الأطراف للوصل الى عودة الأمور الى نصابها وطبيعتها في مصر وفي جميع الأقطار العربية دون استثناء. وشدد ذات المسؤول على ضرورة أن تلعب الجزائر دورا مهما وايجابيا لتهدئة الأوضاع في داخل المنطقة والتغيير الهادئ والسلس والسلمي بعيد عن المشاكل التي طال أمدها في المنطقة العربية ككل، موضحا أنه من وراء زيارة السيسي الى مصر لها أبعاد ومصالح في جميع المجالات اقتصادية وسياسية وأمنية باعتبار مصر تعيش على صفيح ساخن ولذلك فالجزائر معنية بكل التوترات التي تتخبط فيها المنطقة العربية سواء في مصر أو ليبيا أو سوريا ، موضحا أن الرئيس المنتخب حديثا في مصر سيتطرق الى العلاقات الثنائية بين البلدين المصري الجزائري والصراع في الدول العربية والصراع العربي الإسرائيلي فالقضايا تتعدد. كما اعتبر المسؤول الأول عن الحزب زيارة السيسي الى الجزائر بالزيارة الضرورية لأنها تعزز العلاقات التي تدعوا الى التكتل والتعاون والاتحاد بين الشعوب العربية. الأفلان يعتبرها زيارة إيجابية.. قال سعيد بوحجة المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني أن زيارة السيسي الى الجزائر "مسألة تاريخية" بحكم العلاقات أثناء الثورة التحريرية، معتبرا أن زيارته شيء ايجابي للجزائر ومصرهذه الأخيرة التي تتمتع بنفوذ على المستوى العربي والافريقي، اضافة الى الجزائر التي تعيش حاليا أمنا واستقرارا غير مسبوف بفضل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والمكانة التي تتمتع بها البلاد بين الدول سواء في افريقيا أو الوطن العربي أو العالم ككل. وفي ذات السياق أوضح بوحجة أن التشاور الضروري بينهما في القضايا العربية وعلى المستوى الافريقي للوصول الى حلول، قائلا "إنه من المؤكد من وراء زيارة السيسي هناك مصالح اقتصادية وسياسية وأمنية لمحاولة ايجاد الحلول والتناسق بينهما وهي نقاط أساسية للتطرق اليها ، مضيفا أن الجزائر نظرا للمكانة التي تتمتع بها لن تبخل على مصرحكومة وشعبا في أي مجال تريده، والجزائر معروف عنها بالحنكة والحكمة في معالجة القضايا سواء الداخلية أو الخارجية التي تتخذ موقف المحايد والايجابي في معظم شؤون الدول الآخرى. ربوح يتمنى مصالحة مصرية انطلاقا من الجزائر أعرب ادريس ربوح المكلف بالاعلام في جبهة التغيير التي يزعمها عبد المجيد مناصرة عن أمله بأن تكون الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي فرصة لحل الأزمة في مصر، نظرا للتجربة التي عاشتها الجزائر من قبل أثناء التسعينات التي تمخضت عن التراجع للمسار الديمقراطي، مؤكدا أن مصر اتخدت نفس المسار بانتخاب رجل من المؤسسة العسكرية ومن ثم عن طريق الانتخابات التي انتخب فيها السيسي رئيسا فعليا. وطالب ذات المتحدث الجزائر أن تبادر وتكون السباقة لتكون فال خير على الطرفين وتسعى الى الصلح وحل نهائي في بلد الكنانة وتجاوز مرحلة الدماء ، معتبرا أنه فرصة السيسي لاتعوض لايجاد فرصة للتواصل مع سلطة السيسي أو الاخوان المسلمين وينتقلون الى مرحلة توافق لتكون الممهدة للإنتقال ديمقراطي حقيقي في مصر يكرس الديمقراطية والاستقرارعلى حد قوله. وفي ذات السياق طالب ربوح الى أن تكون الجزائر داعمة للمسار الصلح التي مازالت بحكم تجربتها في التسييرباعتبارها السباقة في العملية الديمقراطية والتوافق بينها وبين المعارضة خاصة الاسلامين مضيفا أن حركة الاسلاميين المتمثلة في حركة محفوظ نحناح بكونها مدرسة الانفتاح والمشاركة في سياسات البلاد.