أصبحت تعرف المساجد الجزائرية اليوم توافد عدد كبير من المصلين إليها ومن كل الفئات العمرية، شبابا كانوا أم شيوخا، نساءا ورجالا، خصوصا بعد تطور الوعي الديني في المجتمع بعد الازدهار الكبير للفضائيات الدينية و ارتفاع نسبة التعليم بشكل كبير، لكن الغريب في الأمر أن المصلين وبمجرد دخولهم إلى المساجد من أجل تأدية إحدى الصلوات الخمس أو صلاة التراويح، خلال هذه الأيام من شهر رمضان، تجدهم يخفون أحذيتهم التي تكون عرضة للسرقة إذا لم تؤخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي ذلك. عتيقة مغوفل دخلت صحفية (أخبار اليوم) إلى أحد مساجد باب الوادي وبالضبط مسجد السنة من أجل تأدية الصلاة ولكن وفور الانقضاء منها شرعت المصليات بالخروج من المصلى، إلا أن فوجئنا بسيدة تبحث عن حذائها في المكان المخصص لوضعه، ولكنها وللأسف لم تجده، رغم تجند العديد من المصليات للبحث عنه، وهو الأمر الذي دفعنا إلى زيارة بعض مساجد العاصمة على غرار مسجد ابن باديس بعبان رمضان، ومسجد الرحمة من أجل رصد آراء بعض المواطنين الذين تعرضوا لعمليات سرقة لأحذيتهم وهم عاكفون في المساجد يصلون، التي تعتبر بيوت الله التي لا يجوز أن تنتهك حرماتها. إلا أننا تعجبنا من كثرت المسروقين الذين كانوا يضطرون في كل مرة استعارة نعل المصلى للعودة إلى منازلهم. ذهب لتأدية الصلاة فعاد حافي القدمين فمن بين هؤلاء المسروقين قابلنا نسيم شاب يبلغ من العمر29 ربيعا كان يهم بالخروج من مسجد ابن باديس بعد أن أدى صلاة الظهر، فأخبرنا أنه تعرض ثلاث مرات إلى سرقة حذائه من المسجد، أول الأحذية المسروقة كان حذاء رياضيا اشتراه ب 4500دج سرق منه بمسجد الفتح بباب الوادي، وهو الأمر الذي اضطره للذهاب إلى دلالة باب الوادي فور أن تعرض للسرقة أين وجد السارق يبيع في الحذاء هناك دون حياء، كان يترقب فقط المشتري الذي سيعطيه سعرا جيدا، أما الحذاء الثاني الذي سرق منه فقد كان حذاء جلديا جديدا اشتراه ب6500دج سرق منه بأحد مساجد بلدية الرايس حميدو ولم يتمكن من استرجاعه، أما ثالث مرة فقد كانت بإحدى مساجد الكاليتوس حين ذهب رفقة أصدقائه حتى يزور صديقا لهم مريض، وبما أن دخل وقت صلاة العصر أدوا الصلاة هناك وفي نهاية المطاف سرق حذاء نسيم الذي اضطر إلى شراء حذاء آخر فورها حتى يستطيع الذهاب إلى المنزل. ميول إلى النعال البلاستيكية لتفادي السرقة أما عمي يوسف فيفضل ارتداء نعل بلاستيكي عوض حذاء جميل وجديد كل ما حان وقت الصلاة والذهاب إلى المسجد، لأنه وبكل بساطة تعرض لسرقة حذائه ثاني ليالي شهر رمضان حين ذهب من أجل تأدية صلاة التراويح بالمسجد الكبير بساحة الشهداء، حيث سرق منه حذاء جديد مصنوع من الجلد الخام الأبيض البراق أهداه إياه ابنه المغترب بإيطاليا من أجل أن يذهب به إلى المسجد كلما لبس قميصا أبيض، وهو الأمر الذي تسبب في انزعاج عمي يوسف كثيرا، الذي أراد أن يحتفظ بالحذاء الجديد من أجل صلاة العيد. مصليات النساء لم تسلم من الظاهرة أما السيدة مريم فهي الأخرى لم تسلم من سرقة حذائها بمصلى النساء أثناء ذهابها لتأدية صلاة التراويح رفقة زوجها بمسجد الفتح بباب الوادي، حيث وبعد انقضاء الصلاة بحثت طويلا على حذائها فلم تجده، وهو الأمر الذي دفع بها إلى استعارة نعل من إحدى السيدات من أجل العودة إلى البيت، وهي تقول إن سارقي الأحذية هم أولئك المتسولون الذين يجلسون أمام باب المسجد لا للتسول بل لسرقة الأحذية ومن ثمة بيعها. وهو حال الآنسة غنية دروازي التي هي الأخرى سرق حذاؤها وهي منهمكة في المسجد بتأدية الصلاة، فقالت (قصدت مسجد الفتح بباب الوادي من أجل تأدية الصلاة وعندما انتهت الصلاة وهممت بالخروج بحثت طويلا على حذائي فلم أجده، ظننت في بداية الأمر أنه سقط وسط الأحذية ولكن وبعد بحث معمق وبعد أن أخذت كل النسوة أحذيتها لم أجد حذائي فأدركت حينها أنه سرق مني، فاضطررت حينها إلى لباس نعل من أجل العودة إلى المنزل). الكيس البلاستيكي هو الحل تزايد ظاهرة سرقة الأحذية من المساجد وخصوصا عندما يكثر المصلون في رمضان من أجل تأدية صلاة التراويح دفع بالمصلين إلى الخوف على أحذيتهم ما جعلهم يحضرون أكياسا بلاستيكية معهم إلى المسجد، فحين يدخلون يخفون أحذيتهم فيها ويضعونها أمامهم حتى يحرسوها، وهناك من يقوم بوضع حذائه باستقبال القبلة ولكنهم يتسببون في ذلك بإزعاج الغير حين تنبعث منها الروائح الكريهة فيشعر المصلون بالضجر والقرف ما يولد لديهم الرغبة في الإغماء.