تقول صحيفة (التايمز) البريطانية إن الاسم في بغداد قد يكون مبرّرا للقتل. ومن بين سكان المدينة السُنّة، فاسم (عمر) من أخطر الأسماء، وأشار إلى أن الجثث عادت مرّة أخرى -كما كان قبل عقد- ترمى وتنقل يوميا في مشرحة بغداد المركزية. وصل عدد الجثث اليومي يومي الأربعاء والخميس 40 جثّة، ومعظم الضحايا تلقّى رصاصة في رأسه. وتعطي أسماء من قتلوا تفسيرا لدواعي الجريمة، والاسم الشائع هو (عمر). ونقل توم كوغلان مراسل الصحيفة من بغداد عن طبيب شرعي في المشرحة قوله (إنهم يستهدفون الأسماء.. السُنّة هم فقط من يحملون هذه الأسماء)، ويقول إن (أفراد الميليشيات الشيعية يدفعهم الانتقام الطائفي على نقاط التفتيش، فنظرة واحدة على بطاقة الهوية تعطي فكرة تبرر القتل، فالهوية تحمل اسم الشخص، وكذا اسم والده وجدّه وقبيلته، وكلّها تقدّم نظرة محتملة عن الهوية الطائفية، فبالإضافة إلى عمر هناك سفيان وأبو بكر وعثمان)، وأشار إلى أن نهاية شهر جوان شهد قتل ثمانية أشخاص يحملون اسم (عمر) في حّيين من أحياء بغداد، الرصافة والكرخ، والذين ارتكبوا الجريمة يعتقد أنهم ميليشيات شيعية، وتمّ ربط جثّتي شخصين يحملان اسم (عمر) معا وأطلق على كلّ واحد منهما رصاصة في حي الشعب، فيما تمّ قتل (عمر) آخر مع شقيقه فاضل في حي آخر. وفي بلدة المحمودية قتل 23 سُنّيا في حادث واحد. ويقول كوغلان إن معدل الجريمة ارتفع بنسة 20 بالمائة في الأسابيع القليلة الماضية، حيث ارتفعت حدّة التوتّر الطائفي بعد تقدّم قوات المقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) باتجاه بغداد، وقال إن أشكال الموت الماضية عادت للظهور، حيث يتمّ وقف الرّجال السُنّة على نقاط التفتيش التي يحرسها الجيش والميليشيات، مثل عصائب الحقّ التي يقوم أفرادها بنقلهم إلى مراكز (للتحقيق) وبعد ذلك يختفون. ويقول الطبيب الشرعيّ (لم يبق في بغداد أيّ شخص يحمل اسم سفيان، لقد اختفوا). ويشير الطبيب مع ذلك إلى أنه وبعد عقد من مشاهدة وتشريح الجثث تعرّف على توقيع القتلة على الهوية الطائفية، فالأسلوب المفضّل لدى الميليشيات الشيعية هو (المثقاب)، أمّا جماعات القاعدة فتفضل قطع الرأس، والفرق الوحيد الآن هو (أنهم يطلقون الرّصاص ويرمون الجثث) ومعظم هذه الجثث تحمل رصاصة واحدة على الر،أس (وأعتقد أن هناك أوامر وراء ذلك، فالسياسة وراء كلّ شيء). ويضيف كوغلان: (في ظلّ الحرب الطائفية الحالية يفكّر البعض في تغيير اسمه)، وفي حي الصحّة التقى بسفيان (27 عاما) وهو شابّ عاطل عن العمل وقال: (في الحقيقة أنا فلسطيني، لكن لا أحد يعرف، وعندما يناديني النّاس باسم أطلب منهم مناداتي باسم سيف، في الحرب الطائفية قتل النّاس فقط بناء على أسمائهم). ويتذكّر الطبيب الشرعي أنه شرّح في عام 2006 جثّة 50 شخصا قتلوا في يوم واحد لأن أسماءهم هو (عمر).