عمل المستحيل من أجل التنقل الى البرازيل، وفرحته كانت لا توصف حين اقتنى تذكرة السفر الى بلاد "الصامبا" وراح على مدار الأسابيع التي سبقت تنقله الى البرازيل، يتباهى لأصدقائه أنه سيلتقي نجوم منتخبنا الوطني وسيشاهد عن قرب نجوم منتخبات بلجيكا وروسيا، لكن جميع أحلامه سقطت في (حب) فتاة باراغوايانية، كيف حدث هذا، تلكم هي حكاية قصة الشاب رضا من ولاية بومرداس رواها لنا، حكاية تصلح لفيلم عاطفي قد يفوز بجائزة الأوسكار اذالا وجد أحسن مخرجه كيف يصوره، واليكم القصة من بدايتها الى نهايتها. رضا البومرداسي... اسمه رضا عمره 23 سنة، من أسرة غنية، والده صاحب مال وجاه، يكفي للتكفل بجميع مناصري "الخضر" الذين تنقلوا الى البرازيل، لكن فضل أن يرسل إلا ابنه و"بس". فور وصول رضا الى أرض البرازيل حتى اصطدمت عيناه بفتاة أبهرته جمالا، الجمال الذي يسر الناظرين، كانت ترتدي لباسا صيفيا زادها جمالا، لم يبال بها رضا في بداية الأمر، لكن نظراتها إليه وابتسماتها جعلته يكلمها ومن أول نظرة وكلمة كانت بداية رضا مع الفتاة الباراغوايانية... حكاية الشاب رضا مع هاته الفتاة يصلح لتأليف فيلم عاطفي لو وجد سيناريست لكتابته قد يفوز مخرجه بجائزة الأوسكار. لكن ماذا بعد أن امتطى الاثنان سيارة أجرة يقول رضا : "على مدار المسافة التي تربط مطار ريو دي جانيرو بالمدينة والذي لا يفوق عن نصف ساعة، كنت أحدث تلك الفتاة بلغة الإشارة، وأحيانا أحدثها بكلمات مكسرة بالإنجليزية، خاصة وأن تلك الفتاة تتقن الحديث باللغة البرتغالية". جمال الفتاة شغل رضا عن متابعة مباريات "الخضر" وماذا بعد وصولك الى مدينة ريو دي جانيرو؟ يجيب رضا قائلا: (لم أشعر بالغربة في أرض البرازيل، خاصة بعد ان أنساني جمال هاته الفتاة الخلاب بعدي عن وطني، بل أنساني أنني قدمت الى هذا البلد من اجل مناصرة منتخبنا الوطني. مضيفا "ما إن نزلنا من سيارة الأجرة، اعترضت سبيلي أن أسدد ثمن الرحلة من المطار الى المدينة، وقبل أن نتجه معا الى حيث تقيم، بأحد الفنادق الفخمة، قصدنا معا إحدى المقاهي بطلب مني، لعلني أعرف سر هاته الفتاة وعن سبب اختيارها لي من بين آلاف الشباب الذين قصدوا ارض البرازيل. بالقرب من الفندق دخلنا قاعة شاي، جلسنا قبالة الباب الخارجي، كان الجو باردا نوعا ما، لكن حرارة مابداخل قاعة الشاي أضعاف حرارة طقس هاته المدينة. "على مدار ساعة من الزمن بداخل قاعة الشاي، قالت لي تلك الفتاة أن سنها 23 عاما، طالبة بإحدى الجامعات البرتغالية، اسمها ماندالينا، والدها هو الذي تكفل بمصاريف تواجدها بالبرازيل، بعد ان كان قد وعدها في حال نجاحها في دراستها الجامعية بالبرتغال اختصاص طب البيطرية، بحضور بعض مباريات مونديال البرازيل وقد مرّ على وصولها الى مدينة ريو دي جانيرو يوم واحد. نظرات الفتاة أنست رضا بُعده عن الوطن يواصل الشاب رضا سرد حكايته مع هاته الفتاة بقوله" كانت تنظر إليّ من حين لآخر نظرات "حارقة"، وكلما كررت المشهد كلما قلت في نفسي "وداعا البلاد". وقبل ان نتجه الى حيث تقيم بأحد الفنادق الفخمة بمدينة ريو دي جانيرو اشترت علبة سجائر من نوع "مارلبورو" طلبت مني ان اشتري علبة لكنني قلت لها لا أدخن. قبل ان نتجه الى حيث تقيم، طرحت ألف سؤال وسؤال عن نفسي، ومن بين كل سؤال وسؤال كنت أقول هل انا فعلا في البرازيل، وهل التي تجلس امامي من بلد لا أعرف حتى ان انطق اسمه "الباراغواي"، لكن من بين الأسئلة التي طرحتها كذلك على نفسي ولم اجد لها جواب (ماذا تريد مني هاته الفتاة؟)، واليكم الجواب على لسان صاحبها. كان الجو معتدلا بمدينة ريو دي جانيرو ، لحظة سيرنا على الأقدام باتجاه الفندق التي كانت تقيم فيه الفتاة الباراغوايانية، ماهي الا خمس دقائق سيرا حتى قالت لي هذا هو الفندق الذي أقيم فيه، قالت لي ذلك بالإشارة فقط. حاولت ان نسبق خطواتها باتجاه المدخل الرئيسي للفندق، وإذا بي اجد ثلاثة شبان وكل واحد يريد ان يحمل حقيبتي ويريد ان يتجه بها الى الشقة الذي تقيم فيه الفتاة الباراغوايانية، اعترضت سبيلهم وخشيت أن أجد نفسي في ورطة من بعض رجال الأمن بعد أن تأكد لي أن احدهم يرمقني بنظرته الحادة وكأنني من بين المناصرين الأرجنتينيين المشتبه فيهم بإثارة العنف، تعمدت بعدم مبالاتي بأي كان، وأنا في هاته الحالة، وإذا بتلك الفتاة، تقوم بدفع مبلغ الإقامة، انتابني نوعا من الرعب حين علمت من قابض الفندق أنني أنا هنا لمدة أسبوعين، وبإمكاني أن أبقى هنا لغاية نهاية مدة المونديال. مليونيرة.. ويضيف رضا في سرد حكايته المشوقة بقوله (سعر الليلة الواحدة يقدر ب185 دولار، وبما أنني كنت أملك من الأموال لأسدد مبلغ الإقامة لكن الفتاة الباراغوايانية التي سقطت في حبي كما سقطت انا في حبها من اول نظرة رغم اختلاف الديانة والعقيدة، فهي كاثوليكية ،"ما إن قدمت لي وصل الدفع، صعدنا معا الى الطابق العاشر حيث تقيم، وهناك توسعت علاقتنا، فكان من البديهي في اول ليلة قضيتها مع هاته الفتاة ان اتيه في جمالها، الجمال الخلاب الذي انساني سبب وجودي بأرض البرازيل. اذا لم تتابع ولو لقاء واحد للمنتخب الوطني؟ يجيب يقول رضا " كيف تريدون أن أتنقل الى حيث يخوض المنتخب الوطني مباراياته على بعد أكثر من ألف كلم ، وأنا اتنعم بجمال الفتاة الباراغوايانية. اسبوعان تقريبا بمدينة ريو دي جانيرو كانت بالنسبة لي أشبه ببضع دقائق، الم يقولون ومن الحب ما قتل، لكن انا أقول من الحب ما ضيّع. وكيف كان الفراق "يجيب رضا" تفارقنا بدموع حزينة بدموع البكاء على الفراق، لكن اتفقنا أن نلتقي خلال هاته الصائفة بإسبانيا، حيث تقضي عطلتها الصيفية رفقة أفراد عائلتها". وعدتني يقول رضا انها اذا رغبت في التنقل الى اسبانيا ان تتكفل بجميع مصاريف النقل والإيواء". وهل ستزورها بإسبانيا؟ يقول رضا " كل شيئ بالمكتوب". عذاب بعد العودة الى الوطن قصة رضا مع "حبيبته" الباراغوايانية لم تتوقف عند هذا الحد بل هي متواصلة يقول رضا ما إن وصلت الى الجزائر، رحت أحدثها عبر الهاتف، الى درجة أنني أصبحت مدمنا على سماع صوتها، لكن كيف تكلمان وكل واحد لا يعرف من لغة الآخر الا القليل أجاب رضا، صحيح أنني لا أتقن لا اللغة البرتغالية والاسبانية، لكن اتقاني القليل من اللغة الانجليزية، ومعرفتها هي القليل من اللغة الفرنسية، أصبحنا نتحدث خليطا بين اللغتين. رضا يتحدى الجميع ويقرر زيارة حبيبته بإسبانيا لكن بالرغم من تحذيرات اقرب الناس لي يقول رضا "أنا مصر على زيارة " حبيبتي" بإسبانيا، وإذا وجدت فيها ما يدور في مخيلتي لن أتردد في مرافقتها الى البرتغال وهناك سأبني معها حياة جديدة. وهنا قلت لشاب رضا" أن الطمع يفسد الطبع" فكم من شاب سقط سقوطا حرا في أهواء فتيات أجنبيات، فخسروا دنياهم وآخرتهم فور تنقلهم الى بلد معشوقتهم. حينها رد عليّ الشاب رضا" أنا أعي ما أقوم به، فسني 23 سنة أملك من الأموال التي تسمح لي بزيارة أي بلد في العالم دون أي إشكال فحتى وان خدعت من طرف هاته الفتاة فسأعود الى أهلي سالما معافى. وكيف سيكون رد والديك اذا قررت الانتقال الى البرتغال رفقة فتاة احلامك كما تصفها؟ رد الشاب رضا قائلا: "عائلتي لن تقف في وجهي، خاصة وقد علمت بمعاناتي مع هاته الفتاة الباراغونانية، انا أحبها أحبها، ولن يقف في وجهي أي كان لا والدتي ولا والدي ولا أشقائي الثلاثة ولا أعز أصدقائي، لقد قررت بزيارة حبيبتي بإسبانيا فور حصولي على التأشيرة". تلكم باختصار حكاية الشاب رضا مع فتاة باراغويانية أنسته مباريات منتخبنا الوطني في البرازيل، تصلح لفيلم عاطفي، ولكم الحكم عليها.