يعد معرض الكتاب الدولي بمدينة (ريو دي جانيرو) الحدث الثقافي الأهم في تلك المدينة، وأكبر مهرجان أدبي في دولة البرازيل، وقد أقيم أول معرض قبل 30 عاما في أروقة فندق (كوباكابانا بالاس) في عام 1983. يقام المعرض حاليا في منطقة (Rio Centro) على مساحة 55.000 ألف متر مربع ويشارك فيه المئات من دور النشر المحلية والعالمية، ويزوره 700.000 ألف برازيلي على مدار 10 أيام يبحثون عن العلم والمعرفة. اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل ومن خلال مشروعه الدعوي (اعرف الإسلام)، قام بالمشاركة في فعاليات المعرض، بالتعاون مع مؤسسة مصلحون الدعوية، وعشرات المتطوعين من الجمعية الخيرية الإسلامية بمدينة (ريو دي جانيرو)، ورعاية المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل. استأجر الاتحاد جناحا بمساحة 60 مترا مربعا وقام بعمل تصميم إسلامي زين بأسماء الله الحسنى باللغتين العربية والبرتغالية والتي أضفت جمالا على الجناح وجعلته مميزا ومتميزا بين الأجنحة الأخرى، وجمع الجناح بين اللوحات التي تشرح مبادئ الإسلام المختلفة وجوانبه الحضارية، والتحف العربية والإسلامية، إضافة إلى رائحة البخور الشرقية التي انبعثت في المكان، وكان لهذا القسم دور كبير في جذب انتباه البرازيليين للتعرف على الجوانب المختلفة للثقافة الإسلامية. وجود الملابس العربية لعبت دورا بارزا من خلال حب الزائرين لالتقاط بعض الصور التذكارية وهم يرتدونها، وكذلك النساء من خلال ارتدائهن للحجاب الذي كان سببا لطرح العديد من الأسئلة عن دور المرأة في الإسلام. قسم الكتب الإسلامية باللغة البرتغالية احتوى على العديد من المواضيع الهامة التي تشد البرازيليين لمزيد من المعرفة حول دين الإسلام وحضارته، وكان على رأس الكتب ترجمة معاني القرآن باللغة البرتغالية وكتاب الدليل المصور للتعريف بالإسلام، وكتاب حبي للمسيح قادني للإسلام، والمسيح نبي الإسلام، والأربعين النووية، وأنت تسأل والقرآن يجيب، ومن كتب القرآن، ومريم عليها السلام، والمرأة في الإسلام، ودليل المسلم الجديد، ومحمد صلى الله عليه وسلم، إضافة لبعض النشرات والرسائل التي تناولت عناية الإسلام بالجوانب المختلفة في الحياة كالبيئة ورسالة حب ورسالة حول الحضارة الإسلامية. القسم السمعي والبصري احتوى على 5 شاشات لمشاهدة أفلام قصيرة حول مواضيع اختيرت بعناية وتم تسجيلها من قبل مسلمين جدد تتضمن تعريف عام بدين الإسلام، ودور المرأة في الإسلام، ومريم والمسيح في الإسلام، والقرآن الكريم. خلال 10 أيام قام فريق العمل الذي ضم مشايخ وشباب من أبناء الجالية يجيدون التحدث باللغة البرتغالية بإقامة الكثير من الندوات، والرد على مئات من الأسئلة والشبهات، وقاموا بتوزيع 54.000 ألف كتاب خلال فترة المعرض. تم الاتفاق مع كثير من المدارس والجامعات لإقامة ندوات ومعارض وتوزيع كتب للتعريف بالإسلام في تلك الأماكن، وكان المعرض فرصة للقاء أصحاب الفكر والثقافة من أبناء الشعب البرازيلي وتبادل الأفكار حول العمل على تدفق المعرفة وتعزيز سبل التعاون لنشر الثقافة الإسلامية، خصوصا أن الكثير ممن قمنا بعمل استطلاع معهم لا يعرفون غير الصورة المشوهة عن الإسلام والمسلمين. بعد النجاح الذي تحققه تلك المعارض من التواصل مع الشعب البرازيلي وتدريب للكوادر المختلفة من أبناء الجالية المسلمة على الحوار والتعريف برسالة الإسلام السمحة، يفكر اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل للمشاركة في المزيد من المعارض وابتكار أفكار جديدة للوصول بالمعرفة لكافة أبناء الشعب البرازيلي. في ختام معرض الكتاب الدولي بمدينة ريو دي جانيرو توجه اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل بكامل الشكر لمؤسسة مصلحون الدعوية، والجمعية الخيرية الإسلامية بمدينة ريو دي جانيرو، والمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، وجميع المتطوعين والمؤيدين والداعمين لهذا المشروع الحضاري الثقافي، ويتمنى من جميع المؤسسات في الدول العربية والإسلامية دعم هذه المشاريع التي تهدف لنشر المزيد من المعرفة وتوضيح وشرح للإسلام وأهدافه السامية ورسالته العالمية. عن موقع ألوكة