علمت أخبار اليوم من مصدر على صلة بملف قضية المتّهمين باغتيال الفنّان معطوب الونّاس بأن محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو سوف تنظر في القضية التي يزيد عمرها عن عقد من الزمن قريبا، حيث من المرتقب أن يفصل فيها قبل نهاية السنة الجارية· وحسب نفس المصدر، فإنه سيتمّ الكشف قريبا عن التاريخ الرّسمي لجلسة المحاكمة، والتي تمّ تأجليها عدّة مرّات آخرها بسبب التحقيق التكميلي في القضية، وأيضا بسبب مطالبة دفاع الطرف المدني المتمثّل في عائلة المرحوم والمؤسسة التي تحمل اسمه ودفاع المتّهمين الموقوفين في القضية بضرورة حضور عدّة أطراف يرونها مهمّة للإدلاء بشهادتهم والبالغ عددهم 50 شاهدا للكشف عن حقائق لايزال الغموض يلفّها· وأضافت نفس المصادر أنه يوجد بين الشهود الدكتور سعيد سعدي رئيس التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية، والذي يرتقب أن يفيد العدالة بشاهداته حول القضية التي أثارت ولاتزال الجدل وأسالت الكثير من الحبر، والتي تعود إلى يوم 25 جوان 1998 عندما قامت مجموعة مسلّحة مجهولة العدد والهوية باغتيال المرحوم معطوب رميا بالرّصاص بضواحي ثلا بونان ببني دوالة مسقط رأسه· وقد توصّلت التحقيقات القضائية الأوّلية إلى التأكيد أن المنفّذين للجريمة عناصر إرهابية ينتمون إلى كتيبة النّور التي تنشط بضواحي تاخوخت، والتي تضمّ عدّة أسماء من بينهم الإرهابي ك·ف المكنّى ب أبي دجانة وب·ك المكنّى ب الشارشور المقرّب من حسان حطّاب وب·ن والمتّهم ش·ح· لكن مصالح الأمن خلال تحرّياتها تشتبه في تورّط المتّهم م·م الذي تمّ توقيفه يوم 29 سبتمبر 1999 ووجّهت له تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد والانتماء إلى جماعة إرهابية مسلّحة تعمل على بثّ الرّعب والخوف بين أوساط السكان· وظلّ هذا الأخير رهن التحقيق مدّة 7 أشهر، ثمّ أودع الحبس المؤقّت يوم 2 ماي 2000 في إطار استكمال التحرّيات اللاّزمة لتقديم المتّهمين أمام الجهات القضائية· حيث أصدر قاضي التحقيق المكلّف بالملف حكما يقضي بانتفاء وجه الدّعوى لصالح المتّهم م·م وذلك خلال شهر ديسمبر من نفس السنة، لكن وكيل الجمهورية لدى محكمة تيزى وزو استأنف أمام غرفة الاتّهام التي ألغت حكم قاضي التحقيق· وحسب مصادر اطّلعت على الملف القضائي للمتّهمين في اغتيال معطوب الونّاس، فإن اسم المتّهم م·م ورد في اعترافات أدلى بها التائب ش·ح الذي قال إن هدا الأخير كلّف ساعة تنفيذ جريمة الاغتيال التي استهدفت الفنّان بعملية الترصّد لسيّارة من نوع مرسديس التي يقودها معطوب وأبلغ المنفّذين بقدومها عبر جهاز اتّصال عن بُعد، لكن هذا الأخير نفى ذلك خلال جميع مراحيل التحقيق· تجدر الإشارة إلى أن رئيس مجلس قضاء تيزي وزو وخلال افتتاح السنة القضائية ذكر أنه سيتمّ الفصل في جميع الملفات المؤجّلة خلال الدورات الجنائية للسنة المقبلة، ومن جهة دفاع المتّهمين في ذات القضية سبق وأن طالب في العديد من المرّات بضرورة إطلاق سراح موكّليه، حيث دخل المتّهمون مرحلة الحبس النّافذ من المؤقّت، إذ لم يسبق وأن حدث في الجزائر أو غيرها من الدول وأن استمرّ الحبس المؤقّت 11 سنة كاملة، مشيرا إلى التدهوّر الصحّي الكبير للمدعو مالك مجنون الذي يدخل في إضرابات مفتوحة عن الطعام مع انقضاء كلّ دورة جنائية لا تتناول فيها قضيته·