الجيش يُواصل القضاء على الدمويين باتت المقاربة الأمنية الجزائرية بمثابة "الفاصل" في عدد من ملفات الرهان بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبالتحديد في أزمتي مالي وليبيا، اين أبدت الجزائر تحفضها من التقلبات السياسية والأمنية منذ البداية، وكونها الجدار الذي أوقف المد الجغرافي لما يعرف ب"الربيع العربي" عند أسواره، فإن المقاربة المضادة لإعادة التوازن إلى المنطقة إنطلقت أيضا من الجزائر، لتثبت مع مرور الوقت "جدارة" المقاربة الجزائرية بالتبني أمام الأجندات الغربية المبنية على التدخل العسكري والتحكم في الثروة والقرار السياسي. ورغم التحديات الأمنية الخطيرة التي تواجهها الجزائر، إلا أنها نجحت إلى حد بعيد في الحفاظ على توازنها واستقرارها، بل تحولت إلى "عاصمة للدبلوماسية"، وإلى مكان لتسوية النزاعات الإقليمية، على غرار أزمة مالي التي يُواصل فرقاؤها البحث عن تكريس مصالحتهم على أرض الجزائر، وأزمة ليبيا التي قد تفك خيوطها بمؤتمر جامع تحتضنه بلادنا، ناهيك عن الأزمة التونسية التي لعبت الجزائر دورا محوريا في تفكيك ألغامها.. يقظة أمنية.. وجهود دبلوماسية ونجحت الجزائر في الحفاظ على استقرارها، بفضل اعتماد مقاربة دقيقة تعتمد المزاوجة بين الصرامة العسكرية واليقظة الأمنية، من جهة، والحنكة والجهود الدبلوماسية من جهة أخرى. وكثّفت الجزائر مؤخرا من جهودها الدبلوماسية للملمة الوضع "المتململ" على الحدود، حيث أن انفلات الوضع الأمني في ليبيا وشمال مالي بات يقلق رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة"، الذي ترأس أول أمس اجتماعا أمنيا رفيع المستوى لبحث الوضع الأمني على الحدود الجنوبية والشرقية للجزائر وجهودها من أجل تحقيق السلم والاستقرار في كل من مالي وليبيا. كما عبر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في برقية بعث بها أمس الى نظيره المالي إبراهيم بوبكر كيتا بمناسبة العيد الوطني لبلاده عن قناعته بأن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتشاور الذي دأبا عليه "سيُسهلان الحوارالشامل ما بين الماليين الجاري حاليا بالجزائر"، حيث تسعى الجزائر من خلال المفاوضات التي أطلقتها قبل أشهر بين مختلف الأطراف المتنازعة في مالي لإحداث توافق بينها لمباشرة حوار وطني هدفه إنهاء أزمة باماكو. هذا و"انهالت" مؤخرا عبارات إشادة دولية بالدور الحاسم الذي باتت تلعبه الجزائر في المنطقة، حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس الأحد أن الهيئة الأممية تدعّم دور الوساطة الذي تقوم به الجزائر لتحقيق الاستقرار في كل من ليبيا ومالي والساحل. وجاءت تأكيدات الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أن بلاده-التي لطالما ايدت الحل العسكري- لا تنوي التدخل عسكريا في ليبيا، لتنسجم مع وجهة النظر الجزائرية التي استقاها رئيس أركان الجيش الفرنسي من زيارته الأخيرة الى الجزائر. كما شكلت دعوة دول جوار ليبيا في ختام اجتماعها بالقاهرة مؤخرا، إلى دعم العمل السياسي وتعزيز الحوار مع الأطراف السياسية الليبية التي تنبذ العنف، تبني للمقاربة الجزائرية الأولى المطروحة حتى قبل التدخل العسكري في ليبيا والإطاحة بالقذافي والمؤيدة لصوت الحوار ورفض العنف والتدخل العسكري. غير أن دول الجوار"لم ترق" آنذاك إلى تلك المقاربة ولم تع بالخطورة إلا في الأشهر الأخيرة أين بدأت تتجه نحو خيار الحل السياسي. الجيش الوطني.. عين هنا وأخرى هناك على الصعيد الميداني، تواصل الجزائر تنفيذ خطة أمنية محكمة لحماية التراب الوطني من التوترات على الحدود، حيث ساهمت حنكة الجيش الجزائري وتواصله الدائم مع دول الجوار للتنسيق الأمني في حماية حدود الجزائر، وإجهاض كل المخططات الإرهابية التي تمر على التراب الوطني، فضلا عن تجفيف منابع تموين الجماعات الإرهابية، هذا بالإضافة الى مهامها الأخرى للقضاء على ما تبقى من شتات الإرهابيين في الداخل، وقد وجهت قوات الجيش ضربات مُوجعة للدمويين في الأيام الأخيرة، ونحجت في القضاء على عدد معتبر منهم في ظرف وجيز. وفي هذا السياق، تمكنت مفرزة من قوات الجيش الوطني الشعبي بالقطاع العملياتي لتيزي وزو يوم الأحد من القضاء على إرهابي خطير كان وراء العديد من الجرائم بالمنطقة، واسترجعت بندقية آلية وكمية من الذخيرة، حسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني، تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه. وأوضح البيان ذاته أنه "في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل الاستغلال الفعال للمعلومات، تمكنت مفرزة من قوات الجيش الوطني الشعبي بالقطاع العملياتي لتيزي وزو (الناحية العسكرية الأولى)، يوم أمس الأحد 21 سبتمبر 2014 في حدود الساعة التاسعة ليلا (21سا00د)، من القضاء على إرهابي خطير (01)، كان وراء العديد من الجرائم بالمنطقة." وختم نفس المصدر بأن العملية التي تمت على إثر قيام أفراد الجيش الوطني الشعبي بنصب كمين بالطريق الولائي رقم 04 الرابط بين فريقات وذراع الميزان، مكنت من "استرجاع بندقية آلية من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة وهواتف نقالة وأغراض أخرى."