قال زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، "إنه ليس أمام الشرق الأوسط غير التوجه نحو الديمقراطية والتقدم، أو النكوص نحو الطائفية". وصف الغنوشي الثورة التونسية في عام 2011 بأنها "آخر شموع الربيع العربي التي لا زالت تضيء". جاء ذلك في كلمته بحلقة نقاشية في معهد الولاياتالمتحدة للسلام، بواشنطن الاثنين، بعنوان "أزمة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: الإسلام، الديمقراطية والتطرف". وأضاف الغنوشي الذي يقوم حاليا بزيارة لأمريكا: "لا أرى أن هناك أزمة في الشرق الأوسط ولكنه يمر بمفترق طرق". واعتبر أن الخلاف بين السنة والشيعة لا يمثل مشكلة "كون المذاهب الإسلامية استطاعت التعايش مع بعضها لفترات طويلة". وقال إنه "ليس أمام الشرق الأوسط غير التوجه نحو الديمقراطية والتقدم، أو النكوص نحو الطائفية". وأضاف أن "الخطر الحقيقي يتمثل في التطرف سواء أكان سنياً أو شيعياً، والخلط بين الإسلام والإرهاب يمكن أن يخدم الإرهابيين فقط الذين يعادون الديمقراطية ويعتبرونها لا إسلامية". وأجاب الغنوشي على سؤال حول انضمام تونس إلى التحالف الدولي ضد داعش، رادا: "لا حاجة لانضمام تونس إلى حرب الولاياتالمتحدة ضد داعش لأننا أساساً جزء من هذه الحرب". وأضاف أن "إعلان تونس لتنظيم "أنصار الشريعة" كمنظمة إرهابية لعلاقته بالقاعدة ما هو إلا دلالة على موقفها من الإرهاب". ومضى قائلا إن "تونس لن تكون جزءا من أي حلف إلا بعد انتصارنا على مرض التطرف في تونس". وفي جانفي2011 أطاح التونسيون بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بعد 24 عاما قضاها في حكم البلاد، لتندلع بعدها ثورات شعبية في مصر وليبيا واليمن وسوريا، أطاحت برؤساء الدول الثلاثة الأولى بطرق مختلفة قبل أن يتحول النزاع في سوريا إلى صراع مسلح بين قوات نظام بشار الأسد والمعارضة. وقال الغنوشي إن "نجاح التجربة التونسية يكمن في دستور يضمن الحريات وانتقال سياسي كان ثمرة تعاون العلمانيين المعتدلين مع الإسلاميين". وأوضح أن حركة النهضة تؤمن أن 50 % +1 لا يشكل أغلبية مؤهلة لاستقرار سياسي، الأمر الذي دفعها لتبني عملية مشاركة السلطة بدلاً من الهيمنة عليها، مشيرا إلى أن "ضمان الحرية لكل التونسيين هو أكثر أهمية من التمسك بالسلطة الذي يمكن أن يقود إلى الانقسام والصراع".