استقبل حجّاج بيت اللّه الحرام أمس الأحد الحادي عشر من شهر ذي الحجّة على صعيد مِنى أوّل أيّام التشريق وثاني أيّام عيد الأضحى المبارك، مستبشرين شاكرين اللّه تعالى على ما أنعم به عليهم من أداء مناسك الحجّ. رمى ضيوف الرحمن في هذا اليوم الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثمّ جمرة العقبة بعد أن رموا يوم السبت جمرة العقبة. وأيّام التشريق ثلاثة في العدد يقضيها حجّاج بيت اللّه الحرام على صعيد مِنى ابتداء من يوم أمس بعد أن باتوا فيها اللّيلة السابقة استعدادا لرمي الجمار الثلاث أو يقضون يومين لمن أراد التعجل مصداقا لقوله تعالى: {واذكروا اللّه في أيّام معدودات فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخّر فلا إثم عليه لمن اتّقى واتّقوا اللّه واعلموا أنكم إليه تحشرون}. وهي أيّام لم يرخّص فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الصّوم إلاّ من عجز عن هدي التمتّع أو القران عملا بالحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن عائشة وابن عمر رضي اللّه عنهما أنهما قالا: (لم يرخّص في أيّام التشريق أن يصمن إلاّ لمن لم يجد الهدي). فالحاجّ يبدأ من اليوم رمي الجمرات الثلاث (الصغرى ثمّ الوسطى ثمّ الكبرى) بسبع حصيات لكلّ جمرة، يكبّر مع كلّ حصاة ويدعو بما شاء بعد الصغرى والوسطى مستقبلا القبلة رافعا يديه ويتجنّب مزاحمة أو مضايقة إخوانه المسلمين. وإذا رمى الحاج الجمار اليوم الاثنين (ثاني أيّام التشريق) كما فعل في اليوم الأوّل أباح اللّه جل وعلا له الانصراف من مِنى إذا كان متعجّلا وهذا يسمّى النفر الأوّل، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير شرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس وإلاّ ألزمه البقاء لليوم الثالث. وفي اليوم الثالث من أيّام التشريق الذي يصادف يوم الثلاثاء يرمي الحاجّ كذلك الجمرات الثلاث كما فعل في اليومين السابقين، ثمّ يغادر مِنى إلى مكّة ويطوف حول البيت العتيق للوداع ليكون آخر عهده بالبيت امتثالا لأمره صلّى اللّه عليه وسلّم الذي قال: (لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت)، وفي ترك طواف الوداع دم لأنه واجب، ولا يعفى منه إلاّ الحائض والنفساء ثمّ الرحيل من مكّة. ولتسهيل حركة وتحرّكات حجّاج بيت اللّه الحرام في مشعر مِنى يعمل ألف رجل أمن من أجل ذلك إلى جانب وجود خطط طوارئ فرضية تمّ الإعداد لها وتدريب ضبّاط وأفراد القوة للتعامل معها لضمان انسيابية السير في المشاعر المقدّسة، منها وجود مسارات بديلة في حالات تدفّق الحجّاج وتحويل تنقّلاتهم لها، وفق ما أعلنه قائد قوات أمن الحجّ لإدارة وتنظيم المشاة علي بن سعيد الغامدي.