كشفت صحيفة أمريكية أن إدارة الرئيس باراك اوباما تعتزم نقل عتاد عسكري بقيمة 400 مليون دولار يحتوي على مخزون كبير من القنابل الذكية إلى مخازن الطوارئ في إسرائيل. وذكرت صحيفة "ديفينس نيوز" الأمنية الأمريكية أن الإدارة الأمريكية ستقوم خلال 2011 و 2012 بنقل عتاد عسكري إلى مخازن الطوارئ في إسرائيل يشتمل على "القنابل الذكية" كما أنه بإمكان جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدام هذه الأسلحة في ساعات الطوارئ. وأضافت الصحيفة "أن الاتفاق بين إسرائيل والولاياتالمتحدة يسمح للجيش الإسرائيلي بأخذ دور كبير في اختيار أنواع الأسلحة والذخيرة التي سيتم تخزينها، وحرية أكبر للجيش في استخدامها في ساعات الضرورة". واشارت الى ان هذه الاسلحة سوف يتم تخزينها في قواعد ما يسمى ب"وحدة مخازن الطوارئ" في مخازن خاصة تقع تحت المراقبة الأمريكية"، وسط اشارت انه سيتم استخدام مطار اللد وقاعدة سلاح الجو الإسرائيلي في "نباطيم" في عمليات التخزين. وتأتي زيادة كمية العتاد العسكري المخزنة في إسرائيل في إطار تعزيز العلاقات الأمنية بين الدولتين خاصة في السنة الأخيرة، حيث تم رفع عدد المناورات المشتركة، كما صادقت الولاياتالمتحدة مؤخرا على ميزانية خاصة تصل إلى نصف مليار دولار لتمويل شراء بطارية "القبة الحديدية"، وتم التوقيع على اتفاق لتزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي ب20 طائرة قتالية من طراز "أف 35". يذكر ان الكونجغرس الامريكي كان قد صادق الشهر الماضي على زيادة حجم العتاد العسكري المخزن في إسرائيل لحالات الطوارئ من 800 مليون إلى 1.2 مليار دولار حتى العام 2012. وتأتي عملية نقل العتاد هذه في إطار بند خاص في قانون المساعدة الخارجية الذي يسمح للولايات المتحدة بتخزين عتاد عسكري على أراضي دول حليفة، والذي يمكن استخدامه بشكل مزدوج سواء من قبل القوات الأمريكية في كافة أنحاء العالم، أو من قبل جيش الدولة الحليفة في ساعات الطوارئ. واشارت انباء الى ان تركيبة العتاد قد تقررت في حوار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وبين قيادة جيش الولاياتالمتحدة في أوروبا، كما نوقشت في المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي خلال زيارة رئيس ما يسمى "شعبة التكنولوجيا واللوجيستيكا" في جيش الاحتلال الاسرائيلي، دان بيطون إلى البنتاغون. وتشير التقديرات إلى أن قسما كبيرا من العتاد العسكري الذي سيتم تخزينه في إسرائيل يشتمل على أسلحة دقيقة تطلق من الجو. يذكر أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال جابي أشكنازي كان قد صرح في الأسبوع الأخير أن إسرائيل سوف تضطر في الحروب المستقبلية إلى استخدام أسلحة دقيقة بشكل واسع من أجل تسديد ضربة دقيقة "للعدو" بدون المس بالمدنيين. وكتبت "هآرتس" في هذا السياق أنه خلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة نهاية العام 2008 ومطلع 2009 فإن 80 في المئة من الصواريخ والقنابل التي أطلقت من الجو من قبل سلاح المدفعية التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي كان "سلاحا دقيقا". وأضافت أن استخدام العتاد الأمريكي مشروط بمصادقة الإدارة الأمريكية، وقد تم استخدام هذه الأسلحة خلال الحرب العدوانية على لبنان في جويلية 2006. وأشارت أيضا إلى أن تخزين العتاد العسكري في إسرائيل يسمح لها بتوفير الوقت وتقليص تكاليف إقامة "قطار جوي" في حال سعت الولاياتالمتحدة إلى مساعدة إسرائيل خلال الحرب. تجدر الإشارة إلى أنه تمت المصادقة للمرة الأولى على تخزين عتاد عسكري في إسرائيل في العام 1990، حيث لم تتجاوز قيمة العتاد 90 مليون دولار، وتم رفعها خلال حرب الخليج الأولى إلى 300 مليون دولار، ولاحقا إلى 400 مليون دولار. وفي أعقاب الحرب العدوانية على لبنان تمت مضاعفة العتاد العسكري في العام 2007 لتصل قيمته إلى 800 مليون دولار، وصودق في الأسابيع الأخيرة على رفعها بنسبة 50 في المئة لتصل إلى 1.2 مليار دولار في العام 2012. كما نقلت "هآرتس" تقديرات إسرائيلية مفادها أن هذه الخطوة تأتي للتأكيد على أن الإدارة الأمريكية تواصل ضمان أمن إسرائيل، وأنه بهذه الطريقة "تأمل الولاياتالمتحدة أن تمنع إسرائيل من شن هجوم مفاجئ على المنشآت النووية الإيرانية، والتلميح لإسرائيل بأنه بإمكانها المخاطرة لأمنية في إطار عملية السلام مع السلطة الفلسطينية".