حين يتحوّل ملائكة الرحمة إلى ذئاب مفترسة تعتبر مهنة الطب مهنة إنسانية راقية، والأطباء والطبيبات والممرضون والممرضات كلهم ملائكة رحمة، يحملون مرضاهم على أكف الرعاية والعناية والمحبة هذا هو المفروض، لكن حالات أخرى أصبحت تسيء لهذا الوسط الراقي، فتهدم ما بناه الأوائل من الدكاترة. صحيح أن هناك كثير من أطبائنا يجتهدون ويغلبون الظروف وسوء الإدارة الصحية، وتدهور بيئة وشروط العمل ليصنعوا المستحيل لأجل رعاية المرضى والتكفل بهم. لكن هذا لا ينفي أن بعض الأطباء باعوا ضمائرهم من أجل غرائزهم المتوحشة، هي روايات لم تكن خيالية ولا مصطنعة بل هو واقع معاش أخذ من شهادات عاشتها بعض الفتيات والنسوة كونهن الأكثر تعرضا لمثل هاته المضايقات وهو إقدام وجرأة بعض الأطباء على التحرش بمريضاتهم سواء كان ذلك في العيادات الخاصة أو في غرف المستشفيات الخاصة والعامة أو حتى داخل غرف العمليات عند خضوع المريضة لعملية جراحية وبالتأكيد هؤلاء مرضى، هم أنفسهم في حاجة لعلاج. جرائم مسكوت عنها تقول آسيا وهي إحدى الفتيات اللواتي عايشن مثل هذه المواقف عندما لازمت المستشفى لأسبوع وفي إحدى الليالي عندما أرادت قضاء حاجتها رأت بأم عينها طبيبها المشرف في غرفة نوم إحدى المريضات اللواتي كنّ في ذلك الجناح لتقول إنها لم تتمالك نفسها من شدة الصورة المخجلة والمنحطّة التي كانا بها فسقطت مغمية على الأرض. كما تقول سيدة في نفس السياق إن هناك أيضا أطباء قاموا بالتحرش بمريضاتهم أثناء علاجهن والكشف عليهن مع العلم أن ما اقترفوه هو خيانة لمهنتهم، والكثير ممن يتم التحرش بهن يسكتن ولا يشتكين خوفا من الفضيحة والمشاكل والمفروض المريضة لا تراجع إلا عند الطبيبة أمام هذا الواقع المر، ولا تلجأ إلى مراجعة الطبيب إلا في حالات الضرورة القصوى وبوجود محرمها أيضا. عينات حية لضحايا التحرش سارة إحدى الفتيات التي كانت ضحية تحرش طبيب مختص في جراحة الأسنان تقول إنها في البداية لم يخطر ببالها أنه يتحرش بها لكنه بدأ بالمغازلة والكلام المعسول إلى أن بدأ بوضع يديه على أطراف من جسمها أين صرخت بوجهه وفرت مسرعة للخارج غير قادرة على تصديق ما كان يجري أمامها بعدما كانت ترى منه المعاملة الحسنة بحكم أنها كانت ترتاد عيادته من أجل إصلاح أسنانها، وسيدة أخرى تقول إنها عندما تذهب لطبيب الأسنان تفضل الذهاب مع زوجها لأنه لا يتوانى ولا مرة عن الاقتراب منها ولمس وجهها بحجة أنه يكشف على أسنانها لكن بمجرد رأيته للزوج تقول إنه لا يقوم أبدا بمثل هذه الأفعال خوفا طبعا من ردة فعل الزوج. تقول إحدى السيدات أنها كانت مريضة بالزكام وذهبت لمصلحة الاستعجالات، وجاء الطبيب يكشف عليها وكان يريد الكشف على أذنها فقام بوضع رأسها على بطنه فكانت متمددة على السرير وهو واقف وبدأ يفحص حسبها ويتحسس سائر جسدها، تقول إنها لم تحس أن الوضع فيه خطأ لأنها كانت تظن الكشف هكذا إلى أن ذهبت إلى طبيب ثانٍ وأجرى لها نفس الفحص لكن بدون أن يلصق رأسها في بطنه، عندها فقط فهمت أنه أراد التحرش بها. تضيف (ما يجلب الحيرة كيف يستطيعون القيام بهذه الأمور مع أناس لجأوا إليهم مرضى يتألمون ويتأوهون وبعضهم يكون (رجل بالدنيا ورجل بالآخرة) ماذا يفترض بالضحية أن تفعل؟ كيف تشتكي وهي تخشى على اسمها أن يزج بهكذا قضية، كما تخشى نظرة الأهل والمجتمع وتخشى من سلطة الطبيب وعلاقته في المستشفى حقيقة مؤسفة تختتم بها كلامها. ثقة عمياء أما (إيمان) وهي طالبة جامعية فقالت: على المرأة أن تكون حذرة في تعاملها مع الطبيب فمشكلة الكثير من النساء هي منح الطبيب الثقة الزائدة وتعتقد بصحة وسلامة كل ما يقوله ويفعله فالطبيب في الأول والأخير هو رجل وعلى المرأة أن تتعامل معه على هذا الأساس وكون الرجل طبيباً هذا لا يعني أنه أصبح محصناً ضد النساء وأن الشيطان غير قادر على اختراقه والوسوسة له بارتكاب الأعمال المخلة والسيئة. أزواج يرفضون فحص زوجاتهم عند أطباء ما لاحظناه لدى سؤالنا بعض الأزواج عن رأيهم بالموضوع رأينا أن الكثير من الأزواج يرفضون أن يقوم الأطباء الرجال بفحص زوجاتهم، خاصة المختصين منهم في أمراض النساء والتوليد، فيما يتساءل الكثيرون عن سبب دراسة الجنس الخشن لهذا التخصص الذي يجعله الكثيرون (طابوها) في مجتمعنا الإسلامي المحافظ. كما يتجنَّب العديد من الأزواج أخذ زوجاتهم إلى طبيب رجل مختص في أمراض النساء والتوليد، بحجة عدم تقبلهم فكرة أن يطلع رجل غريب على عورات زوجاتهم، حيث يصل الأمر أحيانا إلى غاية نشوب خلافات حادة بين الزوج والطبيب. حكم الشرع في مداواة الرجل للمرأة يقول أحد الأئمة بالعاصمة إنه لا يجوز للطبيب الرجل أن يعالج المرأة إلا عند الاضطرار كتعذر وجود طبيبة، وعليه فعلى الطبيب المسلم أن يراعي ذلك ما أمكن، فإن تعذر عليه ذلك واضطر إلى الكشف جاز له أن يكشف بشرط الابتعاد عن الخلوة المحرمة أو الشهوة ولا خلاف بين الفقهاء في أنه يباح للرجل مداواة المرأة أو معالجتها أو نحو ذلك من الأعمال الطبية، وإن كانت أجنبية عنه، وأن له أن ينظر إليها عند قيامه بذلك ماتدعو الحاجة إلى النظر إليه من بدنها، وأن له أن يمس ماتدعو الحاجة إلى مسَّه من بدنها عند إجراء ذلك أيضا إلا بمقدار ما يتوقف عليه تشخيص المرض للحفاظ على حياة المريضة وهذا بوجود محرم وذلك درءا لأي مفاسد، ليختم قوله بأن شيخ الإسلام رحمه الله قال: (فالرجال إذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب).