تحفل الأمة الإسلامية غد الثلاثاء بعيد الأضحى المبارك، ولعل مظاهر هذا العيد بدأت قبل أسابيع حيث راح المواطنون يشترون الكباش التي سيضحّون بها، لمن استطاع إليه سبيلا، وكذلك السكاكين، ومن سيذبح الأضحية؟ من العادة أن يقوم بذبح الأضحية رب العائلة او الأب، لكن قد يتعذر ذلك لظروف كثيرة، منها عدم وجود الأب او عدم قدرته على الذبح فيتولى فرد من العائلة آخر كالابن عملية الذبح، او ربما الجار، او حتى جزارون يستأجرونهم لعملية الذبح، كما يعتمد البعض الآخر على الجيران، او الأقارب، فيجد البعض نفسه يذبح في صبيحة العيد أكثر من عشرين او ثلاثين كبشاً، وقد وقفنا عند استعدادات بعض العائلات للذبح، حتى أن الكثيرين ينوون أن يذبحوا لأول مرة، فاتجهنا بداية إلى عائلة السعيد وتحدثنا إلى الأب الذي قال لنا: "في كل عيد يأتي جاري للذبح، ذلك أنني لم استطع يوما أن أقوم بهذه المهمة، وقد حاولت مرارا لكني لم انجح ولم افعل سوى أن عذبت الأضحية، وهو أمر منهي عنه، ولهذا يئست وصرت اعتمد على جاري كل عيد، لكن ابني ينوي هذه المرة أن يتولى عملية الذبح بنفسه وقد شجعته بدوري على ذلك، حتى لا أزعج جاري من جهة، ولكي يصبح قادرا على الذبح مرة أخرى، ورغم أنني متخوف بعض الشيء، خاصة وأنها المرة الأولى بالنسبة له، إلا انه لا أن يجرب على الأقل مرة او مرتين، حتى يصبح قادرا على الذبح بكل سهولة مستقبلا، وقد اقتنيت له سكينا حادا، حتى لا يتردد او يحدث أمر مفاجئ لكن مع ذلك فانا متفائل لان ابني مصر على الذبح، وأبدى رغبة كبيرة، وهو أمر جميل خاصة، ففي الذبح حسنات كبيرة، ومن الأفضل أن يتولى صاحب الأضحية العملية". أما حسام، 19 سنة، فليست المرة الأولى التي يذبح فيها كبش العيد، ولكن الثانية، ويحدثنا عن السنة الماضية يقول: "في العادة كنا نستعين بابن الحي لكي يذبح لنا أضحية العيد، ذلك أن والدي متوفى، وليس لي أخ اكبر، وفي السنة الماضية ذهب ابن الحي لكي يمضي العيد عند أقاربه، فلم نجد شخصا آخر ينوب عنه في الذبح، فوجدت نفسي امسك بالسكين، وكنت قد رأيت وألممت بعملية الذبح، واعرف نظريا ما يجب القيام به، فحاولت أن افعل بنفسي، وقد تمكنت بالفعل من أن اذبحه، بطريقة جيد، ما لو أنها لم تكن المرة الأولى، ولم اكتف بذلك فحسب فقد ساعدت الجيران الذين اعتموا هم كذلك على ذلك الجار، فذبحت ثلاث باش أخرى، وتعاونا على السلخ". أما فؤاد فقد اعتاد أن يذبح للجيران والأقارب، وحتى منهم البعض من الذين يسكنون بعيدا عنه، حتى يتنقل إليهم بالسيارة، ثم يعود إلى بيته بعدها، يصارحنا قائلا: "في عملية الذبح أجا عظيم، خاصّة أن ساعدت بها الأشخاص الذين لا يقدرون، لأي سبب من الأسباب على الذبح، وهو ما افعله في كل عيد، حيث أتنقل بين بيوت الأصدقاء والأقارب والجيران، ولم يسبق لي أن رفضت أيّ شخص طلب مني هذه الخدمة، بل بالعكس من ذلك فانا افرح بذلك، وافرح أكثر عندما أرى الفرحة ترتسم على وجوه المواطنين، وخاصة الأطفال الذين يسعدون كثيرا بالذبح والأضحية".