يؤدي سام روكويل في فيلم Conviction، المقتبس عن قصّة حقيقية، دور السجين في ماساشوسيتس كينيث واترز الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد في عام 1983 لإدانته بجريمة قتل لم يرتكبها. فاستغرقت شقيقته بيتي آن واترز، التي تجسّد شخصيتها هيلاري سوانك بلكنة ولاية ماساشوسيتس، 18 عاماً لإطلاق سراحه. نجحت بيتي آن، التي تعمل نادلة في حانة وتركت الثانوية، في اختبارات «التنمية التعليمية العامة»، وارتادت الجامعة، من ثم كلية القانون سعياً الى إثبات براءة أخيها والحصول له على عفو. يقول روكويل، الذي يعكس مصداقيةً بهذه الشخصية المتغيّرة: «برأيي، إنها قصّة لافتة، والفيلم جميل». بحسب طبيعة القصة، لا يلتقي روكويل وسوانك كثيراً في المشاهد. فثمّة مشاهد تعود بالأحداث إلى الوراء لتؤسس الروابط الوثيقة بين الإثنين، ويحل محلّهما فيها ممثلان صغيران. ثمّة أيضاً سلسلة من المشاهد القصيرة والمؤثّرة التي تزور فيها بيتي آن شقيقها في السجن، لقاءات امتدت طوال فترة اعتقاله. يضيف روكويل بأنه كان من الصعب عكس مدى التقارب بين كينيث وبيتي، وقوّة الرابط بينهما، في تلك الحوارات القليلة: «صيغت هذه المشاهد ببراعة، لكنها بُترَت. لذا كان الأمر صعباً بالفعل». في هذا المجال بالضبط حصل التدريب، على حدّ قول روكويل الذي تتلمذ على يد الأسطورة ويليام إسبر، الذي يمارس تقنية ميسنر، في بداية حياته المهنية. «تعلّمنا فعلاً تقليص النص، وركّزنا على الأفعال والمحفّزات. كذلك أجرينا بحوثاً كثيرة عن السجن، واكتشفنا حقيقة الرجل، وتدرّبنا على اللهجة. الأمر أشبه ببناء منزل، أو إعداد وصفة طعام، إذ ترمي بجميع المكوّنات على أمل أن ينجح الأمر». يتابع روكويل، 41 عاماً، قوله إن مخرج Conviction، توني غولدوين، «حرص بالفعل على ألا نأسف أبداً على حالنا وألا نؤدي دور الضحية. حاولنا إذاً بشكل ثابت الاعتناء بالشخص الآخر ولو كنا نشعر بالألم. وأعتقد بأن هذا هو أساس علاقة كينيث وبيتي». يُذكَر أن روكويل، الذي أدى دور خصم روبرت داوني جونيور، جاستن هامر، في الجزء الثاني من Iron Man، وجيمس ريستون جونيور في فيلم Frost/Nixon، دخل السجن سابقاً، على الشاشة طبعاً. ففي فيلم The Green Mile، من إخراج فرانك دارابونت والمقتبس عن رواية ستيفن كينغ، جسّد روكويل شخصية القاتل الجماعي المرعب وايلد بيل وارتون. يعقّب مسترجعاً ذكرياته: «أجريت أبحاثاً كثيرة لذلك الغرض. تحدّثت إلى حرّاس سجون وقرأت كتاباً بعنوان Slow Coming Dark، يتضمّن مقابلات مع السجناء الذين ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام بهم. شاهدت أيضاً أفلاماً وثائقية مثل Scared Straight... أمّا لفيلم Conviction، فقرأت كتاب In the Belly of the Beast، عبارة عن رسائل عن السجن بعث بها جاك أبوت إلى نورمان مايلر، وتحدّثت إلى أحد الأشخاص المُبرّئين... إنها ثقافة فرعية مثيرة للاهتمام، ثقافة السجن». يتابع روكويل: «لكن هذا الفيلم يمثل أيضاً احتمالاً مرعباً بحق. فمع تعمّق معرفتنا بهؤلاء المبرّئين، ندرك بأننا قد نعايش الوضع نفسه. أدلة راسخة، أدلة ظرفية، المكان الخطأ في الزمن الخطأ... كلّها أفكار مخيفة». من جانب آخر، استطاع روكويل الدمج بين العمل في أفلام مستقلة ذات ميزانية منخفضة وأخرى ضخمة من إنتاج هوليوود، ومسرحيات على مسرح برودواي وأفلام كوميدية سخيفة، متعاوناً مع مخرجين أمثال جون فافرو (مخرج Iron Man 2 والفيلم المقبل Cowboys and Aliens)، ديفيد غوردن غرين (مخرج Snow Angels والفيلم المقبل the Sitter) وباذلاً جهوداً فردية لافتة في فيلم الخيال العلمي Moon من إخراج دانكان جونز والذي ينطوي على مغزى. التقى روكويل للمرة الأولى بغولدين حول مشروع Conviction منذ ست سنوات، حين كان المخرج يتحدث عن ممثلين محتملين. من ثم تلقى العام الماضي اتّصالاً منه وحصل على الدور، «في اللحظة الأخيرة تقريباً، قبل أربعة أسابيع فقط على بدء التصوير». ثمّة حس سوداوي من سخرية القدر في قصةّ كينيث واترز الذي أُطلق سراحه أخيراً وبُرّئ من تهمتي القتل والسطو المسلّح في العام 2001 بفضل جهود شقيقته، وجهود منظّمة Innocence Project التي لا تتوخي الربح وتستخدم فحوص الحمض النووي لإبطال التهم. فبعد ستة أشهر، وخلال سلوكه طريقاً مختصراً نحو منزله، سقط عن جدار علوّه أربعة أمتار ونصف تقريباً وتوفي. لكن الفيلم لا يأتي على ذكر مصير واترز في النهاية. يعقّب روكويل: «الأمر محزن للغاية، لكنه مات رجلاً حراً... وسعيداً»، ويقول إن غولدوين كان «متردداً جداً» بشأن إضافة هذا الجزء الكئيب إلى الفيلم. يضيف: «كان القرار صعباً للغاية. لكن برأيي في النهاية ذلك ليس محور الفيلم، لأن Conviction يتحدّث عن الحرية وعلاقة بيتي آن وكينيث. إنها بالفعل قصّة حب، ولكي لا أكون سخيفاً، إنها قصة عن قوة الحب التي تتخطى كل شيء. برأيي، لو كان الناس يشاهدون ذلك الفيلم، من ثم تلقوا ذلك الخبر (في النهاية)، لتحطّمت التجربة كلياً، ولبدا الفيلم سلبياً بطريقة ما. وذلك ليس ما ينشده».