أنا مسلم أصوم وأصلي وأعبد ربي، غير أنني أخاف أن أكون منافقا بسبب ما أقع فيه أحيانا من الكذب الذي ليست فيه مضرة لأحد، فبماذا تنصحونني؟ - إن الخوف من النفاق هو من علامات الإيمان، ففي صحيح البخاري: (قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَيُذْكَرُ عَنْ الْحَسَنِ مَا خَافَهُ إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلَا أَمِنَهُ إِلا مُنَافِقٌ)، وقد ذكرت أنك تعبد الله وتأتي بالفرائض. وهذا يعني أنه وقر في قلبك أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ووقر في قلبك أنك ستبعث وتحاسب، ووقر في قلبك أن الجنة حق وأن النار حق، إلى غير ذلك من العقائد الأساسية، أما المنافقون الذين ورد في حقهم الوعيد الشديد فلم يخالط الإيمان قلوبهم، بل يعملون أعمال المؤمنين أمام أعين الناس فقط، قال الله تعالى: «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً». وهنالك بعض الخصال التي قد تكدر صفو إيمان بعض المسلمين وليست هي النفاق الذي هو قرين الكفر. وإن كان على المسلم أن يجاهد نفسه ويزكيها حتى يتخلص من كل نقص، ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ”.