عقد أمس الثلاثاء البرلمان التونسي الجديد الذي انتخب بشكل ديمقراطي الشهر الماضي أول جلساته، حيث سلمت رئاسته لعلي بن سالم من حزب نداء تونس الذي يملك أكبر عدد من المقاعد (86 مقعدا). وصارت تونس التي تستعد لإجراء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية نموذجا للتحول الديمقراطي الهادئ. بحضور عدة شخصيات سياسية من بينها زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس نداء تونس الباجي قائد السبسي إضافة إلى رئيس الوزراء مهدي جمعة، افتتحت الثلاثاء في تونس أعمال أول برلمان دائم في البلاد انتخب بشكل حر الشهر الماضي في واحدة من آخر خطوات الانتقال الديمقراطي في تونس مهد انتفاضات (الربيع العربي). ويهيمن حزب نداء تونس العلماني على 86 مقعدا بالبرلمان بعد فوزه في انتخابات جرت الشهر الماضي متقدما على منافسه الإسلامي حركة النهضة التي حصلت على 69 مقعدا من بين إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغة 217. امتحان جديد للديمقراطية في جلسة الافتتاج سلم مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي السابق رئاسة البرلمان الجديد في جلسته الافتتاحية لعلي بن سالم من حزب نداء تونس وهو أكبر نائب سنا في البرلمان. وقال بن جعفر: (نحن اليوم أمام امتحان جديد على درب الديمقراطية، لقد أنجزنا الجانب النظري بدستور تقدمي واليوم نحن في مرحلة أصعب لتطبيق النظري على الواقع). والآن ينظر إلى تونس على نطاق واسع على أنها نموذج للتحول الديمقراطي الهادئ في المنطقة المضطربة بعد التصديق على دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات برلمانية الشهر الماضي. وتستعد تونس لإجراء الدور الثاني من انتخابات الرئاسة التي سيتنافس فيها الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس والرئيس الحالي المنصف المرزوقي. من هو محمد الناصر؟ محمد الناصر، من مواليد 21 مارس 1934، تخرج سنة 1956 في معهد الدراسات العليا في القانون بتونس، ثم تحصل على شهادة الدكتوراه في القانون الاجتماعي من جامعة باريس (بانتيون - السوربون) سنة 1976. وشغل محمد الناصر منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية في مناسبتين الأولى في حكومة الهادي نويرة قبل أن يستقيل (1974 / 1977) والثانية في حكومة محمد مزالي(1979/1985)، كما عين منذ سنة 2005 منسق الميثاق العالمي للأمم المتحدةبتونس ومدقق اجتماعي وهو مستشار دولي منذ 2000. وخلال الفترة الممتدة بين 1991 و1996، شغل السيد محمد الناصر منصب رئيس البعثة الدائمة لتونس لدى الأممالمتحدة والهيئات الدولية المختصة بجنيف، وعين مندوبا عاما لديوان العمالة التونسية بالخارج (1973 -1974). ويعتبر محمد الناصر الرئيس المؤسس للجمعية التونسية للقانون الاجتماعي سنة 1985 والمدير المؤسس للمجلة التونسية للقانون الاجتماعي وهو نائب رئيس المؤسسة الدولية لقانون الشغل والضمان الاجتماعي والرئيس المؤسس لمعهد التدقيق الاجتماعي بتونس، كما شغل منصب رئيس معهد الاستشارات الاجتماعية وعضو المعهد الدولي للتدقيق الاجتماعي بباريس ومستشار بمركز الدراسات الاستشرافية والاستراتيجية بباريس، وانتمى الناصر إلى العديد من الهيئات الإقليمية والدولية المختصة في حقوق الإنسان. وكان آخر منصب سياسي شغله هو منصب وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة الباجي قائد السبسي. وعين في جوان الماضي نائبا لرئيس (نداء تونس) الباجي قائد السبسي. رفض طعون المرزوقي على الانتخابات الرئاسية قضت المحكمة الإدارية في تونس برفض قبول الطعون المقدمة من مرشح الرئاسة المستقل محمد المنصف المرزوقي، على الانتخابات، مضمونا، حسب المدير التنفيذي لحملته جنيدي طالب. وقال طالب إن (المحكمة أبلغت الحملة شفهيا بالحكم القاضي بعدم قبول الطعون مضمونا وقبوله شكلا)، وأضاف أن (اللجنة القانونية التابعة لإدارة حملة المرزوقي ستجتمع، في وقت لاحق، للنظر أكثر في هذا الحكم واتخاذ قرار نهائي بخصوص مسألة الاستئناف من عدمه). من جانبه، قال عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بافون، إنه (من المتوقع أن تقوم المحكمة الإدارية بالإعلام عن الحكم كتابيا الثلاثاء)، وأضاف أنه بذلك تكون (آجال الاستئناف يومين بعد هذا الإعلام، أي 3 أو 4 ديسمبر وفي حال عدم استئناف الحكم فإن موعد الجولة الثانية سيكون يوم 14 ديسمبر الجاري، وفي حال الاستئناف فإن تاريخ الانتخابات سيكون يوم 21 من الشهر نفسه). وقال عدنان منصر، المتحدث باسم الحملة الانتخابية للمرزوقي، في وقت سابق، إن حملة المرزوقي متمسكة بالطعون المقدّمة لدى المحكمة الإدارية. وأضاف منصر: (قدمنا طعونا ثابتة تتعلق بخروقات كبيرة فاقت ال 300 تجاوز ونحن متمسكون بالطعون)، وتابع: ركزنا على الطعون الأكثر خطورة، منها منع المرشح المرزوقي من القيام بحقه الانتخابي في محافظة سوسة وتوجيه الناخبين داخل مراكز الاقتراع وتقديم رشاوى انتخابية وخرق الصمت الانتخابي). ويتنافس كل من الباجي قايد السبسي، مرشح حزب نداء تونس، والذي يعتبره العديد من المراقبين الحزب الذي يجمع بداخله وجوها من نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، والمنصف المرزوقي المرشح المستقل والمدعوم من العديد من الأحزاب الثورية في الجولة الثانية لسباق الرئاسة.