مختصون يحذرون من استنشاق غازاتها السامة أصبحت تشكل عملية حرق الحاويات العمومية وسط الأحياء السكنية وعلى جوانب الطرقات العامة وأماكن تواجدها، ظاهرة متنامية وسلوكا غير صحي يضر بالبيئة ويؤرق المواطنين بصفة متكررة، ورغم المخاطر التي يسببها حرق هذه النفايات على البيئة وصحة الإنسان إلا أن جهات المحلية تلتزم الصمت إزاء الظاهرة المشينة. حسيبة موزاوي عملية حرق تلك الحاويات المليئة بالنفايات البلاستيكية والحديدية وصولا إلى الغذائية، يؤدي إلى إفراز غمامات من الدخان السام وسط الأحياء السكنية، التي لا يعرف أحد إلى حد الآن، وعلى وجه الجزم، من الذي يضرم فيها النار، السكان يتهمون البلديات، وهذه تتهم نابشي القمامة، وهؤلاء يتهمون أصحاب المتاجر، وهناك فريق آخر يتهم السكان وأشخاصا عابثين مدفوعين لا لشيء سوى للعبث، وهكذا تتطاير الاتهامات من دون أدلة، ومن دون أن يكون هناك مذنب واحد تتم مساءلته ومحاسبته لكن الكابوس يبقى مستمرا. سكان الأحياء منزعجون من الظاهرة وفي هذا الصدد، عبر عدد من سكان البلديات التابعة لولاية الجزائر العاصمة عن ظاهرة حرق النفايات المستمرة التي يعاني منها أهالي الولاية، حيث يقوم مجهولون بإحراق الحاويات العمومية الموجودة في الأحياء السكنية مما يؤدي إلى تلويث البيئة وانبعاث روائح ودخان كثيف إلى جانب الإزعاج المتواصل الذي يعاني منه الأهالي والأطفال في الأحياء السكنية. وعليه، يطالب السكان بضرورة التدخل السريع لحل المشكلة التي تؤدي إلى انبعاث الغازات الخطيرة والسامة. وذكر المواطنون بأن الظاهرة باتت مصدر قلق لهم ولأبنائهم وأن هذه ليست ظاهرة جديدة، إذ يقوم مجهولون بهذا العمل الشنيع كل أسبوع تقريبا وينبعث من عملية حرق النفايات روائح كريهة وغازات تؤثر صحيا على الأطفال وكبار السن، حيث يطالب المواطنون بضرورة متابعة البلديات لحاويات النفايات وتفريغها بشكل دائم لحل هذه المشكلة التي باتت تقض مضاجع الكثيرين من أبناء الولاية، ناهيك عن الأضرار الصحية التي تخلفها هذه الحرائق والغازات المنبعثة منها، وعبر عدد من المواطنين بأن ما يحصل من حرق يعكس شغب بعض الشباب لذلك توجهوا للجميع بنداء بالمحافظة على هذه الحاويات التي تخدمنا جميعا في الولاية وعدم الاعتداء عليها أو حرقها أمراض تنفسية حادة تهدد المواطنين ولمعرفة الإفرازات السلبية للظاهرة اتصلنا بالطبيبة ساحلي جويدة وصرحت بأن التعرض للأدخنة والغازات الناتجة عن حرق النفايات يؤدي في المدى القصير إلى الإصابة بحرقة في العينين والأنف والحلق، وكذلك السعال والصداع وضيق النفس، وتضيف المتحدثة أنه على المدى البعيد التعرض المستمر لتلك الغازات السامة واستنشاقها من الممكن أن يسبب أنواعا خطيرة من أمراض الجهاز التنفسي، كأزمات الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن وغيرها، كما أن هناك احتمالات للإصابة بأمراض القلب والسرطان. وعليه، طالب خبراء ومختصون في البيئة الوزارة الوصية بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وفرض عقوبات رادعة على المواطنين الذين يقدمون على عملية الحرق العشوائي للحاويات العمومية، وهو ما أصبح يشكل خطرا حقيقيا على البيئة والصحة العمومية. الحرق العشوائي ممنوع منعا باتا وفي ذات السياق، حذر المدير العام لمؤسسة اكسترا نات لجمع النفايات، رشيد مشاب، من إقدام المواطنين على الحرق العشوائي للنفايات مهما كان نوعها ومحتواها، مشددا على وجوب نقل النفايات والقيام بالعملية في مراكز معينة، أين تخضع للحرق التقني أما الحرق العشوائي في الأحياء فهو ممنوع منعا باتا على المواطنين، مضيفا أن بعض المواطنين يفضلون حرقها بالأخص خلال فصلي الصيف والخريف لإبعاد الناموس والذباب وهناك فئة أخرى تقوم بنبش الأكياس بحثا عن البلاستيك ثم تضرم النار فيها. وعن انعكاسات الحرق العشوائي على البيئة من جهته، أكد الخبير في الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، أن عملية الحرق العشوائي للنفايات التي تتم على مستوى الأحياء السكنية لها تأثير خطير وانعكاس مباشر على البيئة، وهي السبب الرئيسي وراء ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الجو، داعيا وزارة البيئة وولاية الجزائر إلى إصدار تعليمة عاجلة تمنع تصرف المواطنين في النفايات وحرقها، وعن انعكاسات ذلك على الصحة العمومية. وإلى أن يرسو عطاء الاتهامات على جهة بعينها، فإن سحابات الدخان السامة المنبعثة من الحاويات المحترقة، ستظل تتراقص مع اتجاهات الريح وسط الأحياء، زاكمة الأنوف ومتسببة بخنق الأنفاس، وفي العديد من الأمراض.