لم يتخيل احد الشبان نهاية الأسبوع الماضي، أن قيامه بركل جرذ صادفه أثناء سيره بالقرب من إحدى المجاري المائية بنواحي جسر قسنطينة، سيتسبب في إصابته إصابة خطيرة، تطلبت منه اخذ 45 حقنة كاملة، لتفادي المضاعفات التي قد يسببها له الجرذ بعد أن قام بعضه، خاصة وانه كان يرتدي نعلا بلاستيكيا مفتوحا أو ما يسمى ب"الكلاكيت"، وهو ما ادخله في حالة رعب حقيقية خوفاً من التعقيدات الصحية التي قد ينتهي إليها، وتشبه حالة هذا الشاب، حالة شاب آخر حسبما روته لنا إحدى قريباته وذلك خلال الصائفة الماضية، حيث كان نائما فوق سطح الفيلا التي يقطن بها، هربا من لهيب الصيف، ورغبة في الانفراد والتمتع ببعض الخصوصية، غير أن ليلته التي فضل قضاءها تحت ضوء النجوم والقمر، انتهت إلى سرير في غرفة الاستعجالات، بعد أن استيقظ على عضة جرذ على مستوى قدمه، كادت أن تكلفه غالياً، لولا سرعة نقله إلى المستشفى، حيث أعطيت له الكثير من الحقن، وتشكل الجرذان مصدر هلع حقيقي للمواطنين الذين يهرعون إلى محاربتها ومكافحتها بشتى الطرق، كونهم يدركون جيدا المخاطر الصحية الكبيرة التي من الممكن أن تتسبب فيها. وينفر الكثيرون عموما من رؤية الجرذان ويحاولون قدر الإمكان تجنبها، والابتعاد عنها، كونها تشكل خطرا حقيقيا وتهديدا بالغا على صحة المواطنين في أي مكان تتواجد فيها، سواء بالقرب من المجاري وقنوات صرف المياه، أو بأماكن كب النفايات، وأحيانا أخرى حتى في حدائق المنازل، أو في المنازل نفسها، لأسباب كثيرة ومتعددة، على رأسها إهمال النظافة، وكثرة النفايات، أو وجود الأشجار الكثيفة، أو قرب المنزل من الطريق، وغيرها من الأسباب الأخرى، وقد يدرك الكثيرون أن الجرذان بإمكانها أن تنقل أمراضا كثيرة وخطيرة كالطاعون، تيفوس الجرذ، حمى عضة الجرذ، التهاب السحايا، والمشيمة واللمفاوي الذي ينتقل إلى الإنسان بواسطة وتنتقل بعض هذه الأمراض مباشرة من القوارض إلى الإنسان من خلال فضلات القوارض التي يمكن أن تلوث أغذية الإنسان أو بواسطة عض الجرذ للإنسان ومنها حمى عضة الجرذ وحمى هافرهيل. أما البعض الآخر فقد تنقله الحشرات المختلفة. وتقوم القوارض بخزن ونقل العديد من المسبِّبات المرضية وتدعى الأمراض التي تنقلها بالمحمولة بالقوارض والمسببات قد تكون بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية أو فطريات أو عفنا وتكون عملية النقل بعدة طرق منها التلوث ببراز وبول وشعر القوارض أو من خلال عضة القارض أو إصابة حيوانات أليفة ومنها ينتقل إلى الإنسان. وهناك بعض أنواع القوارض باستطاعته مهاجمة الإنسان مثل الجرذ النرويجي المفترس حيث تكون هناك حالات قضم لأصابع الأطراف وأماكن أخرى، وتشير الكتب العلمية إلى أن القوارض تقوم بنقل العديد من الأمراض وأهمها التهاب الدماغ والحمى النزفية والتهاب السحايا والتهاب الفم الحويصلي والتيفوس الفأري والتسمم الغذائي البكتيري وحمى عضة الجرذ. ويلعب المواطن دورا كبيرا ومهما في زيادة الكثافة العددية للقوارض وانتشارها بشكل واسع عن طريق إهماله للشروط البيئية والصحية المطلوبة أو في السيطرة والحدِّ منها من خلال اهتمامه بنظافة منزله وما يحيط به وتحصينه بشكل جيد ضد دخولها فضلا عن تخلصه من أية مادة فائضة عن الحاجة قد توفر مأوى ملائماً لها وكذلك التخلص من النفايات وبقايا الأطعمة بشكل منظم ومرتب دون تركها لفترات طويلة خصوصا في الليل وهو الوقت الذي تنشط فيه الجرذان.