لن نبالغ إن قلنا إن نظام المخزن المغربي لا يجد حرجا في الانتقام من الجزائر، الثابتة على مواقفها الداعمة لحقّ الشعب الصحراوي الشقيق في تقرير مصيره، بكلّ الطرق، بما في ذلك العمل على أو على الأقل غض النظر عن محاولة إغراق الجزائر في (الزطلة)، حيث يؤكّد عارفون أن هناك تساهلا أمنيا، وربما تواطؤا، من جانب السلطات المغربية على الحدود، وهو التساهل، أو التواطؤ، الذي يستغلّه مهرّبو السموم لإغراق الجزائر فيها. في هذا السياق، تمكّنت فرقة تابعة للمجموعة الأولى لحرَس الحدود بمغنية (تلمسان) أمس الاثنين من إحباط محاولة إدخال إلى التراب الوطني 1168 كيلوغرام من مادة الكيف المعالج قادمة من المغرب، حسب ما علم بوهران لدى مصالح الدرك الوطني. كانت الساعة تشير إلى الرابعة من صباح أمس الاثنين عندما فاجأت دورية لحرَس الحدود ثلاثة أشخاص كانوا يحاولون شحن عربة تقودها دابة بالكمّية المعلومة من الكيف المعالج على مستوى الخندق المحفور الذي يبعد بأمتار قليلة جدّا عن الشريط الحدودي الغربي. وقد اضطرّ المهرّبون إلى ترك حمولتهم والفرار نحو الجهة التي قدِموا منها (المغرب) وسط الظلام، وفق ما أشار اليه نفس المصدر الذي ذكر أن العملية تمّت بناء على معلومات مؤكّدة تحصّل عليها حرَس الحدود مفادها استعداد بعض المهرّبين المغاربة لإدخال إلى الجزائر كمّية معتبرة من المخدّرات عبر الشريط الحدودي البرّي. وكانت الدورية الأمنية لحرَس الحدود قد حلّت بعين المكان في الوقت الذي كان فيه المهرّبون يقومون بشحن آخر طرود الكيف التي تمّ حملها بالأيدي لتجاوز السواتر الواحدة تلوى الأخرى لمباشرة شحنها على متن العربة المجرورة بواسطة بغل. ولدى تفتيش الحمولة تمّ اكتشاف 46 طردا من الحجم الكبير بها الكمّية المذكورة من الكيف المعالج، يضيف ذات المصدر. وقد شرع عناصر حرَس الحدود فورها مدعّمين بتشكيل أمني مشترك من الفِرق والوحدات الإقليمية للدرك الوطني في إجراء عملية تمشيط واسعة النطاق تشمل جميع المناطق المحاذية لمكان حجز الكيف عملا على توقيف المهرّبين الذين يفترض أنهم كانوا ينتظرون استلام المخدّرات. يذكر أن إفشال محاولة إدخال هذه الكمّية الكبيرة من السموم تعدّ الأولى من نوعها منذ بداية العام الجديد، وفق ذات المصدر الذي أشار إلى صعوبة الاختراق التي فرضتها التجهيزات الهندسية، لا سيّما الخنادق والسواتر التي تواصل في منح ثمارها. وفي هذا الصدد، ذكرت مصالح الدرك الوطني أن هذه التجهيزات الهندسية تجعل من عملية التهريب تكتنفها (مجازفة أكبر)، مبرزة أن المهرّبين عوض تمرير بضاعاتهم بسرعة يجدون أنفسهم الآن أمام ضرورة المخاطرة برمي البضاعة والتجاوز الحذر والبطيء للخنادق. تفكيك عصابة تتاجر بالمخدّرات في العاصمة تمكّنت مصالح أمن ولاية الجزائر مؤخّرا من تفكيك مجموعة أشرار تتكوّن من ثمانية أشخاص يتاجرون بالمخدّرات والأقراص المهلوسة ببلدية عين البنيان، غرب الجزائر العاصمة، حسب ما أكّده بيان للأمن الولائي. وأوضح البيان ذاته أن مقاطعة غرب العاصمة للشرطة القضائية وبناء على معلومات تمكّنت من توقيف شخصين ووجدت لديهما كمّيات من المخدّرات مُعدّة للاستهلاك ومبلغا ماليا تمّ الحصول عليه من هذا النشاط. وقد سمحت التحرّيات -حسب ذات المصدر- بتحديد وتوقيف مموّنيهما البالغ عددهم ستّة أشخاص، مع الإشارة إلى أن عملية تفتيش مساكنهم سمحت بحجز 121 قرص مهلوس من نوع (ريفوتريل) و112 غرام من القنّب الهندي و15 سكّينا من مختلف الأحجام ومبلغ 7000 دج نقدا تمّ جمعه من بيع المخدّرات. وخلص بيان أمن ولاية الجزائر إلى أن المتّهمين الثمانية تمّ تقديمهم أمام نيابة محكمة الشرافة، والتي أمرت بوضعهم رهن الحبس الاحتياطي.